Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 15-17)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ } تفصيل لبيان محاسن الجنة ، كيفية أنهارها المتقدمة في قوله : { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } [ محمد : 12 ] . قوله : { ٱلْجَنَّةِ } ( أي صفة ) أشار بذلك إلى أن المراد بالمثل الصفة ، فكأنه قال : وصف الجنة كذا وكذا ، فليس في الكلام مشبه ومشبه به . قوله : { ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } المراد من لم يحكم الشرع بكفره ، فيشمل عصاة المؤمنين ، وأهل الفترة ، وأولاد الكفار ، الذين ماتوا قبل البلوغ . قوله : ( المشتركة بين داخليها ) أي فهو بيان لمطلق نعيم الجنة ، المشترك بين أعلى أهل الجنة وأدناهم ، وأما تفصيل ما لكل فريق ، فسيأتي في سورة الواقعة . قوله : ( خبره ) { فِيهَآ أَنْهَارٌ } الخ ، فيه أن الخبر جملة حالية من رابط يعود على المبتدأ . وأجيب : بأن الخبر عين المبتدأ في المعنى ، وحينئذ فلا يحتاج لرابط ، وهذا أسهل الأعاريب ، وقيل : إن { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ } مبتدأ ، خبره { كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ } وفي الكلام حذف مضاف وهمزة الإنكار ، والتقدير : أمثل أهل الجنة ، كمن هو خالد في النار ، وقوله : { فِيهَآ أَنْهَارٌ } إما حال من { ٱلْجَنَّةِ } ، أو خبر لمبتدأ محذوف ، أي هي { فِيهَآ أَنْهَارٌ } وقيل غير ذلك . قوله : { غَيْرِ ءَاسِنٍ } ( بالمد والقصر ) أي وهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( كضارب ) أي ففعله أسن يأسن ، كضرب يضرب ، وقوله : ( وحذر ) أي ففعله أسن يأسن ، كحذر يحذر . قوله : { لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } أي فلا يعود حامضاً ، ولا مكروه الطعم . قوله : { لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } أي ليس فيه حموضة ولا مرارة ، ولم تدنسها الأرجل بالدوس ، ولا الأيدي بالعصر ، وليس في شربها ذاهب عقل ، بل هي لمجرد الالتذاذ . إن قلت : لم لم يقل في جانب اللبن لم يتغير طعمه للطاعمين ، وفي العسل مصفى للناظرين ؟ أجيب : بأن اللذة تختلف باختلاف الأشخاص ، فرب طعام يلتذ به شخص ويعافه الآخر ، فلذا قال { لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } بأسرهم ، ولأن الخمر كريهة الطعم في الدنيا فقال { لَّذَّةٍ } أي ليس في خمر الآخرة كراهة طعم ، وأما الطعم واللون فلا يختلفان باختلاف الناس ، فلم يكن للتصريح بالتعميم مزيد فائدة . قوله : ( لذيذة ) أشار بذلك لدفع ما قيل إن { لَّذَّةٍ } مصدر بمعنى الالتذاذ ، فلا يصح وصف الخمر به ، لكونها اسم عين . فأجاب المفسر بأنها تؤول بالمشتق على حد : زيد عدل . قوله : { مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى } يجوز في العسل التذكير والتأنيث ، والقرآن جاء على التذكير قوله : ( يخالطه الشمع وغيره ) أي كفضلات النحل . قوله : { وَلَهُمْ } خبر مقدم ، وقوله : { فِيهَا } متعلق بما تعلق به الخبر ، والمبتدأ محذوف قدره بقوله : ( أصناف ) وقوله : { مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ } نعت للمبتدأ المحذوف ، والمعنى : لهم في الجنة أنواع متعددة من كل الثمرات ، فالتفاح أنواع ، والرمان أنواع ، وهكذا . قوله : ( فهو راض عنهم ) الخ ، دفع بذلك ما يقال : إن المغفرة تكون قبل دخول الجنة ، والآية تقتضي أنها فيها . فأجاب المفسر : بأن المراد بالمغفرة الرضا ، وهو يكون في الجنة ، وإيضاحه أنه يرفع عنهم التكاليف فيما يأكلونه ويشربونه ، بخلاف الدنيا ، فإن مأكولها ومشروبها يترتب عليه الحساب والعقاب ؛ ونعيم الجنة لا حساب عليه ، ولا عقاب فيه . قوله : ( خبر مبتدأ مقدر ) أي أن قوله : { كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ } خبر لمحذوف ، والاستفهام للإنكار ، أي لا يستوي من هو في هذا النعيم المقيم ، بمن هو خالد في النار . قوله : { وَسُقُواْ } معطوف على { خَالِدٌ } عطف صلة فعلية على صلة اسمية . قوله : ( في خطبة الجمعة ) أي فهذه الآيات مدنيات ، وحينئذ فتكون مستثنيات من القول بأن السورة مكية . قوله : ( وهم المنافقون ) تفسير لمن . قوله : ( استهزاء ) علة لقالوا ، فالاستفهام انكاري ، والمعنى : لم يقل شيئاً يعتد به ، فلا عبرة بقوله . قوله : { آنِفاً } حال ، والمعنى : ماذا قال مؤتنفاً ؟ أي مبتدئاً ومخترعاً . قوله : ( بالمد والقصر ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي الساعة ) أي فآنفاً ظرف حالي بمعنى الآن ، وهو أحد استعمالين فيه ، والثاني اسم فاعل بمعنى مؤتنفاً كما تقدم . قوله : ( أي لا يرجع إليه ) أي إلى قوله الذي قال آنفاً ، أي لا نعمل به . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ } مبتدأ ، وقوله : { ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ } الخ ، خبره . قوله : { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ } الخ ، لما بين الله حال المنافقين ، وأنهم لا ينتفعون بما يسمعون بين حال المؤمنين ، وأنهم ينتفعون بما يسمعون . قوله : ( ألهمهم ما يتقون به النار ) أي خلق فيهم التقوى والخاصة ، وهي ترك متابعة الهوى ، والتنزه عما سوى الله تعالى ؛ وصرف القلب إلى ما يرضي الله .