Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 32-33)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً } هذه الجملة خبر { إِنَّ } والكلام إما على ظاهره والمعنى : إن كفرهم لا يضر إلا أنفسهم ، وتعالى الله عن أن يصل له من خلقه ضر أو نفع ، لما في الحديث القدسي : " يا عبادي إنكم لن تقدروا على ضري فتضروني " إلى آخره ، أو على حذف مضاف ، أي لن يضروا رسول الله لعصمتهم منهم . قوله : ( المطعمين من أصحاب بدر ) أي في المطعمين الطعام للكفار يوم بدر ، وذلك أن أغنياء الكفار يعينون فقراءهم على حرب رسول الله وأصحابه ، كأبي جهل وأضرابه ، وهذه الآية بمعنى قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا } [ الأنفال : 36 ] الآية ، وسبب ذلك : أن قريشاً خرجت لغزوة بدر بأجمعها ، وكان العام عام قحط وجدب ، وكان أغنياؤهم يطعمون الجيش ، فأول من نحر لهم حين خروجهم من مكة أبو جهل ، نحر لهم عشر جزر , ثم صفوان تسعاً بعسفان ، ثم سهل عشراً بقديد ، ومالوا منه إلى نحو البحر فضلوا ، فأقاموا يوماً ، فنحر لهم شيبة تسعاً ، ثم أصبحوا بالأبواء ، فنحر مقيس الجمحي تسعاً ، ونحر العباس عشراً ، ونحر الحرث تسعاً ، ونحر أبو البحتري على ماء بدر عشراً ، ونحو مقيس عليه تسعاً ، ثم شغلهم الحرب فأكلوا من أزوادهم . قوله : ( أو في قريظة والنضير ) أي فكانوا ينفقون على قريش ، ليستعينوا بهم على عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فآل أمرهم إلى أن أخرج بني النضير من ديارهم ، وغزا قريظة ، فقتل كبارهم وأسر نساءهم وذراريهم ، ولم تنفعهم قريش بشيء . قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } الخ ؛ لما ذكر أحوال الكفار ومخالفتهم لرسول الله ، أمر المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله ؛ وبالجملة فهذه السورة اشتملت على ذكر أوصاف المؤمنين والكافرين على أحسن ترتيب . قوله : ( بالمعاصي مثلاً ) أي كالردة فإنها تبطل جميع الأعمال الصالحة من أصلها ، والعجب والرياء ، فإنهما يبطلان ثواب الأعمال ، والمن والأذى فإنهما يبطلان ثواب الصدقات ، والمن مذموم إلا من الله على عباده ، والرسول على أمته ، والشيخ على تلميذه ، والوالد على ولده ، فليس بمذموم إلا من الله على عباده ، والرسول على أمته ، والشيخ على تلميذه ، والوالد على ولده ، فليس بمذموم ، وأما باقي المعاصي فلا تبطل ثواب الأعمال الصالحة ، خلافاً للمعتزلة القائلين بأن الكبائر تحبط الأعمال كالردة ، ورد كلامهم بقوله تعالى : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } [ النساء : 48 ] وأخذ بعض الأئمة من هذه الآية ، أنه يحرم على الشخص قطع الأعمال الصالحة ولو نفلاً ، كالصلاة والصوم . والحاصل : أن الأصل في النوافل ، أنها لا تلزم بالشروع عند جميع الأئمة ، واستثنى مالك وأبو حنيفة سبعاً منها تلزم بالشروع نظمها ابن عرفة من المالكية بقوله : @ صلاة وصوم ثم حج وعمرة طواف عكوف والتمام تحتما وفي غيرها كالوقف والطهر خيرن فمن شاء فليقطع ومن شاء تمما @@ ولابن كمال باشا من الحنفية :