Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 16-17)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ } كرر وصفهم بهذا الاسم ، إشعاراً بشناعته ، ومبالغة في ذمهم . قوله : ( قيل هم بنو حنيفة ) أي وهم جماعة مسيلمة الكذاب ، والداعي للمخلفين على قتالهم حينئذ أبو بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . قوله : ( أصحاب اليمامة ) اسم لبلاد في اليمن ، ولامرأة كانت بها ويقال لها زرقاء ، كانت تبصر الركب من مسيرة ثلاثة أيام . قوله : ( وقيل فارس والروم ) أي والداعي لهم عمر بن الخطاب ، وقيل : إن ذلك في هوازن وغطفان يوم حنين ، والداعي لهم رسول الله ، إن قلت : إن الله تعالى أمر رسوله أن لا يدعو المخلفين إلى الجهاد في قوله : { فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً } [ التوبة : 83 ] وحينئذ فيبعد أن ذلك في غزوة حنين ، والداعي لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأجيب : بأنه لا بعد ، إذ قوله : { لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً } الخ ، إنما نزلت بعد الفتح في غزوة تبوك ، فتحصل أن الأقوال ثلاثة ، وكل صحيح . قوله : { أَوْ يُسْلِمُونَ } أشار بذلك إلى أن الجملة مستأنفة ، وليست أو بمعنى إلى ، أو إلا ، وإلا لنصب الفعل بحذف النون ، ومعنى { يُسْلِمُونَ } ينقادون ولو بعقد الجزية ، فإن الروم نصارى ، وفارس مجوس ، وكل منهما يقر بالجزية ، وأما بالنسبة لبني حنيفة ، فمعناه يسلمون بالفعل ، لأنهم كانوا مرتدين ، والمرتد لا يقر بالجزية ، بل إما السيف أو الأسلام . قوله : { كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ } أي في الحديبية . قوله : { لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ } نزلت لما قال أهل الزمانة والعاهة والآفة : كيف بنا يا رسول الله ؟ حين سمعوا قوله تعالى : { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ } الخ . قوله : ( في ترك الجهاد ) أي في التخلف عن الجهاد ، وهذه أعذار ظاهرة ، وذلك لأن الأعمى لا يمكنه الكر ولا الفر ، وكذلك الأعراج والمريض ، ومثل هذه الأعذار الفقر الذي لا يمكن صاحبه أن يقضي مصالحه وأشغاله التي تعوق عن الجهاد ، وكل هذا ما لم يفجأ العدو ، وإلا وجب على كل بما يمكنه . قوله : ( بالياء والنون ) أي فهما قراءتان سبعيتان .