Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 27-28)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَّقَدْ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءْيَا } أي رؤياه صادقة محققة ، لم يدخلها الشيطان ، لأنه معصوم منه هو وجميع الأنبياء ، وتأخيرها لا ينافي كونها حقاً وصدقاً ، نظير رؤيا يوسف الصديق ، أن أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدون له ، فتأخرت الزمن الطويل ، وبعد ذلك تحققت . قوله : ( وراب بعض المنافقين ) أي ارتاب ، حيث قال عبد الله بن أبي وعبد الله بن نفيل ورفاعة بن الحرث : والله ما حلقنا ولا قصرنا ، ولا رأينا المسجد الحرام . قوله : ( أو حال من الرؤيا ) أي فهو متعلق بمحذوف ، والتقدير ملتبسة بالحق ، ويصح أن يكون { بِٱلْحَقِّ } قسماً وجوابه قوله : { لَتَدْخُلُنَّ } الخ ، وعليه فالوقف على قوله : { ٱلْحَقِّ } وقوله : { لَتَدْخُلُنَّ } اللام موطئة لقسم محذوف . قوله : ( للتبرك ) أي مع تعليم العباد الأدب ، وتفويض الأمر إليه ، وهو جواب عما يقال : إن الله تعالى خالق للأشياء كلها ، وهو عالم بها قبل وقوعها ، فكيف وقع منه التعليق بالمشيئة ، مع أن التعليق إنما يكون من المخبر المتردد ، أو الشاك في وقوع المعلق ، والله منزه عن ذلك ؟ فأجاب : بأن المقصود التبرك لا التعليق ، ويجاب أيضاً : بأن المشيئة باعتبار جميع الجيش ، فإن الذين حضروا عمرة القضاء كانوا سبعمائة ، وأما باعتبار المجموع ، فالقضاء مبرم لا تعليق فيه ، ويجاب أيضاً : بأنه حكاية عن كلام الملك المبلغ للرسول كلام الله ، أو حكاية عن كلام الرسول عليه السلام . قوله : { آمِنِينَ } حال مقارنة للدخول ، والجملة شرطية معترضة . قوله : ( مقدرتان ) دفع بذلك ما قد يقال : إن حال الدخول هو حال الإحرام ، وهو لا يتأتى معه حلق ولا تقصير . قوله : { لاَ تَخَافُونَ } ( أبداً ) أشار بذلك إلى أنه غير مكرر مع قوله : { آمِنِينَ } والمعنى : آمنون في حال الدخول ، وحال المكث ، وحال الخروج ، وقد كان عند أهل مكة ، أنه يحرم قتال من أحرم ومن دخل المحرم ، فأفاد أنه يبقى أمنهم بعد خروجهم من الإحرام ، قوله : ( من الصلاح ) أي وهو حفظ دماء المسلمين المستضعفين . قوله : { مِن دُونِ ذَلِكَ } أي قبله . قوله : ( هو فتح خيبر ) وقيل هو صلح الحديبية ، وقيل هو صلح الحديبية ، وقيل هو فتح مكة . قوله : { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ } تأكيد لتصديق الله رؤياه ، والمعنى : حيث جعله رسولاً ، فلا يريه خلاف الحق . قوله : { بِٱلْهُدَىٰ } أي القرآن أو المعجزات . قوله : { لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ } أي ليعليه على جميع الأديان ، فينسخ ما كان حقاً ، ويظهر فساد ما كان باطلا . قوله ( بما ذكر ) أي { بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ } .