Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 117-119)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلاَّ مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ } هذا استثناء مفرغ ، وما اسم موصول في محل نصب هي وصلتها بالقول . قوله : ( وهو ) { أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } أشار بذلك إلى أن قوله أن اعبدوا الله في محل رفع خبر لمحذوف تقديره وهو أن اعبدوا . وقوله : { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } الجملة حالية . قوله : ( أمنعهم مما يقولون ) ما مصدرية ظرفية تقدر بمصدر مضاف إلى زمان وصلتها دام ، ويجوز فيها التمام والنقصان ، فإن كانت تامة كان معناها الإقامة ، وفيهم متعلق بها وإن كانت ناقصة يكون قوله فيهم خبرها ، فعلى الأول يصير المعنى وكنت عليهم شهيداً مدة إقامتي فيهم ، وعلى الثاني وكنت عليهم شهيداً مدة دوامي مستقراً فيهم . قوله : { فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي } يستعمل التوفي في أخذ الشيء وافياً أي كاملاً ، والموت نوع منه ، قال تعالى : { ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا } [ الزمر : 42 ] وليس المراد الموت ، بل المراد الرفع كما قال المفسر . قوله ( قبضتني بالرفع إلى السماء ) حاصل ما في المقام ، أن هذه العقيدة ، وقعت منهم بعد رفعه إلى السماء وتستمر إلى نزوله ، ولم منهم قبل رفعه ، وأما بعد نزوله فلم يبق نصراني أبداً ، بل إما الإسلام أو السيف ، فتعين أن يكون معنى توفيتني رفعتني إلى السماء ، ولو على القول بأن هذا السؤال واقع يوم القيامة ، بل ذلك مما يؤيده تأمل . قوله : ( أي لمن آمن منهم ) دفع بذلك ما يقال إن المغفرة لا تكون للمشركين ، فأجاب بأن المعنى وإن تغفر لمن آمن منهم ، ولذا قال عيسى فيما تقدم : بأنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار . قوله : { يَوْمُ يَنفَعُ } قرأ الجمهور يرفعه من غير تنوين ، وقرأ نافع بنصبه من غير تنوين ، ونقل عن الأعمش النصب مع التنوين ، وعن الحسن الرفع مع التنوين ، فتوجيه القراءة الأولى : أن هذا مبتدأ ، ويوم خبره ، وجملة ينفع الصادقين صدقهم في محل جر بإضافة يوم إليها ، وكذا القراءة الثانية ، غير أن الظرف مبني لإضافته إلى الجملة الفعلية ، وهو مذهب الكوفيين ، ومذهب البصريين أنه منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف خبره تقديره يقع يوم ينفع ، وأما قراءة التنوين فالرفع على الخبرية والنصب على الظرفية كما قال البصريون ، والجملة في محل رفع على الأول أو نصب على الثاني صفة لما قبلها . قوله : { ٱلصَّادِقِينَ } ( في الدنيا ) أي فالصدق في الدنيا نافع في الآخرة ، وأما الصدق في الآخرة فلا يفيد شيئاً ، لتقدم الكذب في الدنيا كما سيأتي . قوله ( بطاعته ) أي بإقامته لهم في الطاعة ، أو بسبب تلبسهم بامتثال مأموراته واجتناب منهياته ، فالطاعة سبب لرضا الله ودليل عليه . قوله : { وَرَضُواْ عَنْهُ } أي بأن شكروا على نعمائه وصبروا على بلوائه ، فرضا الله على عبد ، توفيقه لخدمته في الدنيا وإدخاله جنته في الآخرة ، ورضا العبد عن ربه في الدنيا صبره على أحكام ربه ، وفي الآخرة قناعته بما أعطاه له من النعيم الدائم . قوله : ( بثوابه ) أي برؤية ثوابه لهم في الجنة ، حيث أعطاهم ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على بال بشر . قوله : { ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } اسم الإشارة يعود على الجنات وما بعدها . قوله : ( لما يؤمنون الخ ) أي كما في قوله تعالى : { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ } [ غافر : 84 ] .