Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 13-14)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ } بيان لقسوة قلوبهم . قوله : ( تركوا ) أشار بذلك إلى أن المراد بالنسيان ، الترك من إطلاق الملزوم وإرادة اللازم . قوله : ( خيانة ) أشار بذلك إلى أن خائنة بمعنى خيانة ، فالتاء للتأنيث بدليل القراءة الأخرى خيانة . قوله : ( وهذا ) أي الأمر بالعفو والصفح ، منسوخ إن أريد مع بقائهم على الكفر ، وأما إن أريد إن تابوا فلا نسخ . قوله : { وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَىٰ } شروع في بيان قبائح النصارى إثر بيان قبائح اليهود ، والحكمة في قوله قالوا ، ولم يقل ومن النصارى ، أن هذه التسمية واقعة منهم لأنفسهم ، ولم يسمهم الله تعالى بذلك ، والجار والمجرور متعلق بأخذنا ، والأصل وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم وهو الأحسن ، ولذلك مشى عليه المفسر ، وقدم الجار والمجرور على قوله : { مِيثَاقَهُمْ } هروباً من عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة ، وهو غير جائز إلا مواضع ليس هذا منها ، ونصارى نسبة للنصر ، لأنهم يزعمون أنهم أنصار الله ، ومفرده نصران ونصرانة ، ولكن ياء النسب لا تفارقه ، وقيل نسبة لقرية اسمها نصرة ، فيكون مفرده نصرى ، ثم أطلق على كل من تعبد بهذا الدين . قوله : { مِيثَاقَهُمْ } أي عهدهم المؤكد . قوله : { فَنَسُواْ حَظّاً } أي تركوه . قوله : ( من الإيمان ) أي بمحمد وبجميع الأنبياء ، وقوله : ( وغيره ) أي غير الإيمان كبشارة عيسى بمجيء محمد بعده رسولاً . قوله : ( ونقضوا الميثاق ) أي تكذيب الأنبياء ، وتحريف ما في الإنجيل ، وهذا مرتب على قوله : { فَنَسُواْ حَظّاً } وكذا قوله : { فَأَغْرَيْنَا } وهو من غرا بالشيء إذا لصق به ، يقال غروت الجلد ألصقته بالغراء ، وهو كناية عن إيقاع العداوة بينهم ، والتعبير بالإغراء أبلغ كأن العداوة لاصقة بهم كالغراء اللاصق بالجلد . قوله : { بَيْنَهُمُ } متعلق بأغرينا والضمير عائد على اليهود والنصارى ، أي ألقينا العداوة بين اليهود والنصارى ، فكل من الفرقتين تلعن الأخرى ، وقيل الضمير عائد على النصارى فقط باعتبار فرقهم ، لأنهم ثلاث فرق : الملكانية واليعقوبية والنسطورية فكل فرقة تلعن الأخرى ، وإنما لم يظهروا ذلك بين المسلمين ، خوفاً من الشماتة بهم فكل فرقة تكفر الأخرى ، أي في الدنيا وفي الآخرة { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا } [ الأعراف : 38 ] . قوله : { وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ } ( وفي الآخرة ) أي بقوله يوم القيامة : { وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } [ يس : 59 ] الآية .