Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 56-58)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } من اسم شرط ، يتول فعله ، والله مفعول يتول والمعنى يختار الله ولياً يعبده ويلتجئ إليه ، ويختار رسوله ولياً بأن يؤمن به ويتوسل به ويعظمه ويوقره ، ويختار الذين آمنوا أولياء بأن يعينهم وينصرهم ويوقرهم إذا حضروا ويحفظهم إذا غابوا ، وقوله : { فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ } الخ ، يحتمل أنها جواب الشرط ، وإنما أوقع الظاهر موقع المضمر لنكتة التشريف ، ويؤخذ ذلك من عبارة المفسر ، ويحتمل أنها دليل الجواب ، والجواب محذوف تقديره يكن من حزب الله . قوله : { هُمُ ٱلْغَالِبُونَ } أي القاهرون لأعدائهم . قوله : { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ } لا ناهية ، وتتخذوا مجزوم بلا الناهية ، والذين مفعول أول للاتتخذوا الأولى ، واتخذوا الثانية صلة الذين ، ومفعولها الأول إلى قوله دينكم ، ومفعولها الثاني هزواً ولعباً ، وقوله : { أَوْلِيَآءَ } مفعول ثان للاتتخذوا الأولى . قوله : { مِن } ( للبيان ) أي فهو بيان للذين اتخذوا دينكم ، فالمعنى لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً وهم الذين أوتوا الكتاب . قوله : ( المشركين ) إنما اقتصر عليهم وإن كان الجميع كفاراً ، لتحصل المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه . قوله : ( بالجر ) أي عطف على مجرور من ، وقوله : ( والنصب ) أي عطف على الذين الواقع مفعولاً به ، فعلى الأول الاستهزاء واقع من الفريقين ، وعلى الثاني واقع من أهل الكتاب فقط ، وثبوت الاستهزاء لغيرهم مأخوذ من آية أخرى له . قوله : { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أي فاتركوا موالاتهم ، فيؤخذ من الآية أن من والاهم فليس بمؤمن ، فهو وعيد عظيم لمن اتخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين . قوله : { وَإِذَا نَادَيْتُمْ } يحتمل أنه معطوف على الذين المجرور بمن ، وعليه فالمستهزؤون ثلاث فرق ، ويحتمل أنه معطوف على الذين الواقع مفعولاً به ، فيكون من جملة أوصاف الفريق الأول . قوله : ( بالأذان ) ورد أن المنافقين والكفار كانوا إذا سمعوا الأذان ضحكوا وقالوا : يا محمد لقد ابتدعت شيئاً لم يسمع بمثله فيما مضى قبلك من الأمم ، فإن كنت تدعي النبوة فقد خالفت الأنبياء قبلك ، ولو كان فيك خير لكان أولى الناس به الأنبياء ، فمن أين لك صياح العير ، فما أقبح هذه الصوت وهذا الأمر ، فنزلت آية { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً } [ فصلت : 33 ] وهذه الآية . قوله : { لاَّ يَعْقِلُونَ } أي لا يعون ولا يتأملون جلال الله وهيبته ، ولو عقلوه ما ساعهم الاستهزاء ، ولذا ورد أن رسول الله كان إذا نودي بالصلاة تغيرت حالته ، قال بعض الصحابة ، كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه ، وكان علي إذا سمع للنداء ينتقع لونه ، وهذا الوعيد يجر بذيله على من يتعاطى الضحك وأسبابه في الصلاة ، ولذلك جعله أبو حنيفة من مبطلات الوضوء والصلاة ، وجعله غيره من مبطلات الصلاة فقط ، وإنما لم يكفروا فاعله ، لأنه لم يكن مستهزئاً بأمر الله حقيقة ، وإلا كان كافراً إجماعاً وداخلاً في عموم الكفار . قوله : ( ونزل لما قال اليهود ) أي سبب نزولها ، قول طائفة من اليهود ، كأبي يسار ورافع بن أبي رافع وآزر بن آزر ، وقصدهم بهذا السؤال اختباره صلى الله عليه وسلم ، قل هو مؤمن بعيسى فيخالفوه ، أولاً فيتبعوه لكراهتهم له . قوله : ( بمن تؤمن من الرسل ) أي بأي رسول تؤمن ؟ قوله : ( فقال بالله ) متعلق بمحذوف تقديره أؤمن بالله ، وقوله : ( الآية ) أي إلى قوله : ( مسلمون ) وتلك الآية هي آية البقرة التي أولها ( قولوا آمنا ) الآية .