Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 59-59)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { هَلْ تَنقِمُونَ } جمهور القراء على كسر القاف من نقم بفتحها وهو الفصيح ، وقرئ شذوذاً بفتح القاف ، وماضيه نقم بكسرها ، وهو في الأصل النقض ، ثم أطلق على الكراهية والإنكار ، ولذا عدى بمن دون على . قوله : { مِنَّآ } أي من أوصافنا وأخلاقنا . قوله : { إِلاَّ أَنْ آمَنَّا } استثناء مفرغ ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول لتنتقموا ، والاستفهام إنكاري بمعنى النفي ، والمعنى لا تنكرون ولا تكرهون من أوصافنا إلا إيماننا بالله الخ . قوله : { وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلُ } أي من سائر الكتب السماوية . قوله : { وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ } قرأ الجمهور بفتح الهمزة ، وقرئ شذوذاً بكسرها على الاستئناف . قوله : ( عطف على أن آمنا ) أي فهو في محل نصب على حذف مضاف تقديره واعتقادنا أن أكثركم فاسقون ، وإنما قدرنا المضاف لصحة العطف ، فإن المعطوف على الصفة صفة ، وكون أكثرهم فاسقين وصف لهم لا لنا ، فقدر المضاف لذلك ، ويصح أنه منصوب على المعية ، والمعنى إلا إيماننا مع كون أكثركم فاسقين ، مع تقدير المضاف ، أي مع اعتقادنا أن أكثركم فاسقون ، ويحتمل أنَّ أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره وفسق أكثركم ثابت عندنا ، ويحتمل أنه في محل جر معطوف على لفظ الجلالة مسلّط عليه آمنا ، التقدير وما تكرهون منا إلا إيماننا بالله ، وإيماننا بأن أكثرهم فاسقون . قوله : ( المعنى ما تنكرون الخ ) إنما أتى بذلك جواباً عن سؤال مقدر ، تقديره إن . قوله : { وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ } وصف لهم ، وأما الإيمان فهو وصف لنا ، فيشكل عطف ما ليس وصفاً لنا على ما هو وصف لنا ، فلذلك حول المفسر العبارة . قوله : ( ومخالفتكم ) من إضافة المصدر لمفعوله ، والفاعل محذوف تقديره مخالفتنا إياكم . قوله : ( المعبر عنه بالفسق ) أي فأطلق اللازم وهو الفسق ، وأراد الملزوم وهو عدم قبول الإيمان ، ثم أطلق وأريد لازمه ، وهو مخالفتنا لهم في اتصافنا بقبول الإيمان وهم بعدمه ، وقوله : ( في عدم قبوله ) أي الإيمان . قوله : ( وليس هذا مما ينكر ) تتميم للكلام ، إشارة إلى أن الاستفهام إنكاري .