Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 73-76)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } الواو إما حالية أو استئنافية ، وما نافية ، ومن زائدة لاستغراق النفي ، وإله مبتدأ والخبر محذوف تقديره كائن في الوجود ، وإلا ملغاة ، وإله بدل من الضمير في الخبر نظير لا إله إلا الله ، والمقصود من ذلك التشنيع والرد عليهم في دعواهم التثليث ، لأن حقيقة الإله هو المستغني عما سواه ، المفتقر إليه كل ما عداه ، وليس شيء من ذلك وصفاً لعيسى ولا لأمه ، ولا لأحد أبداً سواه سبحانه وتعالى . قوله : { لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } جواب لقسم محذوف ، وجواب الشرط محذوف لدلالة هذا عليه ، والتقدير إن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا الخ ، نظير قوله تعالى : { وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } [ الأعراف : 23 ] . قوله : ( أي ثبتوا على الكفر ) أشار بذلك إلى أن من في { مِنْهُمْ } للتبعيض لأن كثيراً منهم تابوا . قوله : ( توبيخ ) أي وإنكار وهذا استدعاء لهم إلى التوبة . قوله : { وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } الجملة حالية كالتعليل لما قبلها . قوله : { مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ } الخ ، هذا استئناف مسوق لبيان إقامة الحجة عليهم وبطلان دعاويهم الباطلة ، وما نافية والمسيح مبتدأ ، وإلا أداة حصر ورسول خبره ، وهو من حصر المبتدأ في الخبر ، أي أن عيسى محصور في وصف الرسالة وليس بإله ، فالمقصود من ذلك نفي الألوهية عنه . قوله : { قَدْ خَلَتْ } أي ذهبت وفنيت . قوله : { صِدِّيقَةٌ } أي ملازمة للصدق ، وهذان الوصفان لعيسى وأمه ، مختصان بهما شرفهما الله بهما ، ثم وصفهما بعد ذلك بوصف البشر الذين لا يميزهم عن الحيوانات الغير العاقلة فضلاً عن العاقلة . قوله : { كَيْفَ نُبَيِّنُ } كيف معمول لنبين لا لأنظر ، لأن اسم الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله لأن له الصدارة : قوله : { ثُمَّ ٱنْظُرْ } هذا ترق في التعجب ، ولذا أتى بثم المفيدة للتراخي . قوله : ( مع قيام البرهان ) أي الدليل الواضح على باهر قدرتنا وكمال صفاتنا . قوله : { قُلْ أَتَعْبُدُونَ } هذا تبكيت لهم وإلزامهم الحجة . قوله : { مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } أي وهو عيسى ، والمعنى لا يملك بذاته شيئاً أصلاً لا ضراً ولا نفعاً ، وأما إجراء النفع أو الضر على يديه فبخلق الله لذلك ولو شاء لم يخلقه . قوله : { وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } أي فهو أحق بالعبادة . قوله : ( للإنكار ) أي مع التوبيخ .