Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 77-79)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ } شروع في ذكر قبائحهم جميعاً ، بعد أن ذكر كل فريق منهم على حدة . قوله : ( غلوا ) قدره المفسر إشارة إلى أن غير الحق صفة لمصدر محذوف مفعول مطلق لقوله { تَغْلُواْ } ، ويصح أن يكون غير الحق حالاً من فاعل تغلوا . قوله : { غَيْرَ ٱلْحَقِّ } أي وأما الغلوا في الحق كالتشديد على النفس ، بأن يصوم النهار ويقوم الليل مثلاً فليس بحرام ولا ضلال . قوله : ( بأن تضعوا عيسى ) أي تنقضوه عن مرتبته ، كقول اليهود إنه ابن زنا . وقوله : ( أو ترفعوه فوق حقه ) كقول النصارى إنه ابن الله ، أو هو الله ، فكل من الفريقين قد غلا في دينه غير الحق . قوله : { أَهْوَآءَ قَوْمٍ } الأهواء جمع هوى وهو ما تدعو شهوة النفس إليه ، وما ذكر في القرآن إلا على وجه الذم ، لأنه لا يقال فلان يهوى الخير ، وإنما يقال يحبه ويريده ، قوله : { مِن قَبْلُ } أي من قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فالخطاب لمن كان في زمنه . قوله : ( بغلوهم ) الباء سببية أي بسبب غلوهم في عيسى حيث رفعوه جداً ووضعوه جداً . قوله : ( وهم أسلافهم ) جمع سلف وهو المتقدم عليهم في الزمن وهم اليهود والنصارى . قوله : { وَأَضَلُّواْ كَثِيراً } بهذا الاعتقاد الفاسد . قوله : { عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } السواء في الأصل الوسط ، والسبيل الطريق ، والمراد الدين الحق ، فشبه التمسك بالدين الحق بالمشي في وسط الطريق بجامع أن كلاً سالم من العطب . قوله : ( عن طريق الحق ) أي وهو دين الإسلام . إن قلت : إنه قد تقدم ضلالهم في قوله : { قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ } أجيب : بأنه يحمل الضلال الأول على الكفر بموسى وعيسى ، والضلال الثاني على الكفر بمحمد . قوله : { لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي اليهود والنصارى ، فلعن اليهود على لسان داود ، ولعن النصارى على لسان عيسى . قوله : { عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ } اختلف في المراد باللسان ، فقيل هو الجارحة فداود وعيسى صرحا بلعنهم وقيل هو الكتاب ، والمعنى أنزل الله لعنتهم في كتاب داود وعيسى وهو الأقرب ، وكلام المفسر يفيد الأول . قوله : ( فمسخوا قردة ) أي وخنازير . وقوله : ( وهم أصحاب أيلة ) الذين اعتدوا في السبت واصطادوا السمك فيه ، وستأتي قصتهم في سورة الأعراف . قوله : ( فمسخوا خنازير ) أي وقردة ، فقد حف من كل نظير ما أثبته في الآخر , وهذا على المشهور من أن كلاً مسخوا قردة خنازير ، وقيل أصحاب السبت مسخوا قردة ، وأصحاب المائدة مسخوا خنازير وهو ظاهر المفسر . قوله : ( وهم أصحاب المائدة ) أي وسيأتي أنهم ثلثمائة وثلاثون رجلاً . قوله : { بِمَا عَصَوْا } الباء سببية وما مصدرية ، وقوله : { وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } معطوف على عصوا ، والمعطوف على الصلة صلة ، والمعنى ذلك بسبب عصيانهم وكونهم معتدين . قوله : { عَن } ( معاودة ) { مُّنكَرٍ } إنما قدر المفسر هذا المضاف لدفع ما أورد بأن المنكر الذي فعل لا معنى للنهي عنه ، لأن رفع الواقع محال ، فأجاب بأن المعنى النهي عن المعاودة . قوله : ( فعلهم ) هذا هو المخصوص بالذم .