Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 90-92)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } سبب نزولها دعاء عمر رضي الله عنه بقوله : اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً ، وذلك أنه لما نزل قوله تعالى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ } [ البقرة : 219 ] الآية أحضر رسول الله عمر وقرأها عليه فقال : اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً ثم نزلت { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ } [ النساء : 43 ] فأحضره رسول الله وقرأها عليه فقال : اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت هذه الآية ، فأحضره وقرأها عليه فقال : انتهينا يا رب ، وذكرت عقب ما قبلها ، لأنه لما نهي فيما قبلها عن تحريم الطيبات مما أحلّ الله ، وكانت الخمر والميسر مما يستطاب عندهم ، ربما يتوهم أنهما داخلان في جملة الطيبات ، فأفاد أنهما ليسا كذلك . قوله : ( الذي يخامر العقل ) أي يستره ويغطيه ولو كان متخذاً من غير العنب . قوله : ( القمار ) من المقامرة وهي المغالبة ، لأم كلاً يريد المغالبة لصاحبه ، والمراد بالقمار اللعب بالملاهي ، كالطاب والطولة والمنقلة ، فيحرم اللعب بذلك إذا كان بمال إجماعاً ، وبغيره ففيها الخلاف بين العلماء بالكراهة والحرمة ما لم يضيع بسببها الفرائض ، وإلا فحرام إجماعاً ، وسمي ميسراً ، لأن فيه أخذ المال بيسر . قوله : { وَٱلأَنصَابُ } جمع نصب ، سميت بذلك لأنها تنصب وترفع للعبادة . قوله : ( قداح الاستقسام ) تقدم أنها سبعة . قوله : { رِجْسٌ } خبر عن كل واحد مما تقدم من الخمر وما بعده ، وحيث قرن الخمر والميسر بالأنصاب والأزلام ، فهو دليل على أنهما من الكبائر ، وقوله : ( خبيث مستقذر ) تفسير للرجس ، وأما الرجز فهو العذاب ، وأما الركس فهو العذرة والشيء النتن . قوله : ( الذي يزينه ) أي يأمر به ويحسنه ، وليس المراد من عمل يده . قوله : { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } الترجي في كلام الله تعالى للتحقيق . قوله : { فِي ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ } إنما أعادهما ثانياً لأنهما اللذان كانا في المسلمين ، بخلاف الأنصاب والأزلام ، وذكرهما أولاً لمزيد التنفير عنهما ، وأكد التحريم بأمور ، وإنما جمعهما مع الأنصاب والأزلام ، وكونهما رجساً من عمل الشيطان ، وكون اجتنابهما موجباً للفلاح ، وكونهما يصدان عن ذكر الله وعن الصلاة ، ويوقعان في العداوة والبغضاء والاستفهام التهديدي . قوله : ( خصهما بالذكر ) أي الصلاة مع دخولها في الذكر . قوله : ( أي انتهوا ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام بمعنى الأمر ، وهو استفهام تمهيدي ، وهو أبلغ من الأمر صريحاً كأنه قيل : قد بينت لكن ما في هذه الأمور من القبائح ، فهل أنتم منتهون عنها ، أم أنتم مقيمون عليها فلكم الوعيد . قوله : { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ } معطوف على معنى الاستفهام ، أي انتهوا وأطيعوا . قوله : { وَٱحْذَرُواْ } ( المعاصي ) أي فإنها تجر إلى الكفر . قوله : { أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } أي وقد فعله ، فلم ينتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم للرفيق الأعلى ، حتى بلغ ما أمر بتبليغه ، ففي الحديث : " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، ونهارها كليلها ، لا يضل عنها إلا هالك " قوله : ( وجزاؤكم علينا ) أشار بذلك إلى أن جواب الشرط محذوف .