Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 93-94)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَيْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } سبب نزولها أنه لما نزل تحريم الخمر والميسر ، قال أبو بكر وبعض الصحابة : يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وقد شربوا الخمر وفعلوا القمار فنزلت . قوله : ( أكلوا من الخمر والميسر ) أي تناولوا ذلك شرباً للخمر وانتفاعاً بمال القمار عاشوا أو ماتوا . قوله : { إِذَا مَا ٱتَّقَواْ } ظرف لقوله : { لَيْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ } والحاصل أنه كرر سبحانه وتعالى قوله اتقوا ثلاثاً ، فقيل الأول محمول على مبدأ العمر ، والثاني على وسطه ، والثالث على آخره ، وقيل الأول اتقوا المحرمات خوف الوقوع في الكفر ، والثاني الشبهات خوف الوقوع في المحرمات ، والثالث بعض المباحات خوف الوقوع في الشبهات . وقيل الأول تقوى العبد بينه وبين ربه ، والثاني تقوى العبد بينه وبين نفسه ، والثالث تقوى العبد بينه وبين الناس ، لأن العبد لا يكمل إلا إذا كان طائعاً فيما بينه وبين ربه ، مجاهداً فيما بينه وبين نفسه ، محافظاً على حقوق العباد . قوله : ( ثبتوا على التقوى ) هذا إشارة للمعنى الأول ، وهو أن المراد بالأول التقوى في أول العمر الخ . قوله : { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } نزلت عام الحديبية حين أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وكانوا ألفاً وأربعمائة بالعمرة من ذي الحليفة ، وأرسل عثمان لأهل مكة يخبرهم بأن رسول الله قاصد زيارة بيت الله ، فجلسوا ينتظرون عثمان ، فكانت وحوش البر والطيور تأتي إليهم من كل فج ، فنزلت الآية . قوله : ( ليختبرنكم ) أي يعاملكم معاملة المختبر . قوله : { مِّنَ ٱلصَّيْدِ } أي المصيد وهو وحوش البر والطيور ، وهذا الابتلاء نظير ابتلاء قوم موسى بتحريم صيد السمك يوم السبت ، ولكن الله حفظ الأمة المحمدية من الوقوع فيما يخالف أمر ربهم ، فتم له السعد والعز في الدنيا والآخرة ، وأما أمة موسى فتعدوا واصطادوا فمسخوا قردة وخنازير ، قوله : { أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ } هو على التوزيع ، فالأيدي راجع للصغار والرماح راجع للكبار . قوله : ( بالحديبية ) أي سنة ست ، وقوله : ( وهم محرمون ) أي بالعمرة ، وأشيع قتل عثمان فبايع النبي أصحابه تحت الشجرة على أنهم يدخلون مكة حرباً ثم حصل صلح بين الكفار وبين رسول الله ، فأمرهم رسول الله بالتحلل من العمرة بالحلاق وذبح الهدايا . قوله : ( علم ظهور ) أي للخلق أي ليظهر لهم المطيع من العاصي . قوله : ( حال ) أي من فاعل يخاف ، أي حال كون العبد غائباً عن الله أي محجوباً عنه لم يره . قوله : { بَعْدَ ذٰلِكَ } ( النهي ) أي المستفاد من قوله : { لَيَبْلُوَنَّكُمُ } مع علته التي هي قوله : { لِيَعْلَمَ ٱللَّهُ } .