Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 14-16)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَأَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ } تقدم الكلام عليهم في الشعراء . قوله : ( أي الغيضة ) أي وهي الشجر الملتف ، وهي هنا بأل المعرفة ، وفي ص والشعراء بأل ودونها قراءتان سبعيتان . قوله : ( هو ملك كان باليمن ) وقيل نبي وهو تبع الحميري ، واسمه أسعد ، وكنيته أبو قرن . قوله : { كُلٌّ } التنوين عوض عن المضاف ، أي كل أمة ، والمراد بالكل الكل المجموعي . قوله : { كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ } أي ولو بالواسطة كتبع . قوله : { فَحَقَّ وَعِيدِ } مضاف لياء المتكلم ، حذفت الياء وبقيت الكسرة دليلاً عليها . قوله : ( فلا يضيق صدرك ) أي لما تقدم أنه تسلية لرسول الله وتهديد لهم . قوله : { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاكفة عليه ، والأصل أقصدنا الخلق الأول فعجزنا عنه حتى يحكموا بعجزنا عن الإعادة ؟ وفيه إلزام لمنكري البعث ، والعي والعجز . قوله : { بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ } الباء سببية أو بمعنى عن ، والاستفهام انكاري بمعنى النفي . قوله : { بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ } ليس عطف على مقدر يقتضيه السياق ، كأنه قيل هم غير منكرين لقدرتنا على الخلق الأول ، بل هم في خلط وشبهة من خلق جديد ، لما فيه من مخالفة العادة ، وتنكير خلق لتفخيم شأنه والإشعار بخروجه عن حدود العادات . قوله : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ } المراد به الجنس الصادق بآدم وأولاده . قوله : ( حال بتقدير نحن ) أي لأن الجملة المضارعية المثبتة إذا وقعت حالاً ، لا تقترن بالواو ، بل تحوي الضمير فقط ، فإن اقترنت بالواو ، أعربت خبر المحذوف ، وتكون الجملة الاسمية حالاً ، قال ابن مالك : @ وذات بدء بمضارع ثبت حوت ضميراً ومن الواو خلت وذات واو بعدها انوِ مبتدا له المضارع اجعلن مسندا @@ قوله : ( ما مصدرية ) أي والتقدير : ونعلم وسوسة نفسه إياه ، ويصح أن تكون موصولة والضمير عائد عليها ، والتقدير : ونعلم الأمر الذي تحدث نفسه به . قوله : ( الباء زائدة ) أي فهو نظير صوت بكذا ، وقوله : ( أو للتعدية ) أي فالنفس تجعل الإنسان قائماً بالوسوسة . قوله : ( والضمير للإنسان ) أي فجعل الإنسان مع نفسه شخصين ، تجري بينهما مكالمة ومحادثة ، تارة يحدثها وتارة تحدثه ، وهذه الوسوسة لا يؤاخذ بها الإنسان خيراً أو شراً ، ومثلها الخاطر والهاجس ، وما الهم فيكتب في الخير لا في السر ، وأما العزم فيكتب خيراً أو شراً ، وقد تقدم ذلك . قوله : { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ } أي لأن الله لا يحجبه شيء ، بل هو القائم على كل نفس ، لا تخفى عليه خافية ، فقربه تعالى من عبده اتصال تصاريفه فيه ، بحيث لا يغيب عنه طرفة عين ، قال تعالى : { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ } [ الحديد : 4 ] . قوله : { مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } هذا مثل في شدة القرب ، والحبل العرق . قوله : ( والوريدان عرقان بصفحتي العنق ) أي مكتنفان صفحتي العنق في مقدمهما يصتلان بالوتين وهو عرق متصل بالقلب ، وبالأبهر وهو عرق في الظهر ، وبالأكحل وهو عرق في الذراع ، وبالنسا وهو عرق في الفخذ ، وبالأسلم وهو عرق في الخنصر متى قطع من أية جهة مات صاحبه ، قال القشيري : في هذه الآية عيبة وفزع وخوف لقوم ، وروح وأنس وسكون قلب لقوم ، أي بحسب تجلي الله تعالى وشهوده ، فإذا شهد الإنسان جلال الله وهيبته وشدة بطشه وسرعه انتقامه ، مع شدة تمكنه منه واتصال تصاريفه به ، ذاب من خشية الله ، وإذا شهد جمال الله ورجمته وإحسانه أنس وفرح . قوله : ( يأخذ ويثبت ) أي يكتبان في صحيفتي الحسنات والسيئات ، وقلبهما لسانه ، ومدادهما ريقه ، ومحلهما من الإنسان نواجذه . قوله : ( ما يعمله ) مفعول { يَتَلَقَّى } .