Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 16-23)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كَانُواْ قَلِيلاً } الخ ، تفسير للاحسان . قوله : { وَبِٱلأَسْحَارِ } متعلق بـ { يَسْتَغْفِرُونَ } المعطوف على ( يهجعون ) والباء بمعنى في و { ٱلأَسْحَارِ } جمع سحر وهو سدس الليل الأخير . قوله : ( يقول اللهم اغفر لنا ) أي تقصيرنا في حقك , فإنه لا يقدرك أحد حق قدرك . قوله : { وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ } أي بمقتضى كرمهم ، جعلوه كالواجب عليهم ، كصلة الأرحام ومواساة الفقراء والمساكين ، والمعنى : أنهم بذلوا نفوسهم وأموالهم في طاعة ربهم . قوله : ( لتعففه ) أي فيظن غنياً فيحرم الصدقة ، وهذا على حد تفسير القانع والمعتر . قوله : { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ } الخ ، الجار والمجرور خبر مقدم ، و { آيَاتٌ } مبتدأ مؤخر ، وقوله : { وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ } خبر حذف مبتدؤه لدلالة ما قبله عليه ، وهو كلام مستأنف قصد به الاستدلال على قدرته تعالى ووحدانيته ، وقد اشتمل دليلين : الأرض والأنفس . قوله : ( من الجبال ) الخ ، بيان للأرض ، فالمراد بها ما قابل السماء . قوله : ( دلالات على قدرة الله تعالى ) الخ ، أي وجميع صفاته الكمالية . قوله : ( من مبدأ خلقكم إلى منتهاه ) أي كالأطوار المذكورة في قوله تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ } [ المؤمنون : 12 ] إلخ . قوله : ( وما في تركيب خلقكم ) إلخ ، أي كحسن القامة وحسن الشكل ونحو ذلك . قوله : { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } جملة مستأنفة قصد بها الحث على النظر والتأمل . قوله : { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ } كلام آخر قصد به الامتنان والوعد والوعيد . قوله : ( أي المطر المسبب عنه النبات ) في فالكلام على حذف مضاف ، والتقدير وفي السماء سبب رزقكم . قوله : { وَمَا تُوعَدُونَ } عطف عام على قوله : ( أي مكتوب ذلك ) أي { مَا تُوعَدُونَ } فهو تفسير لظرفية ما توعدون في السماء ، وأما ظرفية الرزق فيها فظاهرة ، إذا المطر فيها حقيقة ، والمعنى : أن جميع ما توعدون به من خير وشر ، مكتوب في السماء ، تنزل به الملائكة الموكلون بتدبير العالم على طبق ما أمروا به . قوله : { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } الخ ، هذا قسم من الله تعالى ، على ما ذكره من الرزق وغيره ، وأنه مثل النطق في كونه حقاً ، لا يفارق الشخص في حال من أحواله . قوله : ( أي ما توعدون ) أي رزقكم أيضاً . قوله : ( برفع مثل صفة ) أي لحق . قوله : ( وبفتح اللام ) أي والقراءتان سبعيتان . قوله : ( مركبة مع ما ) أي حال كونها مركبة مع { مَآ } تركيب مزج ككلما وطالما ، فيقال في إعرابها { مِّثْلَ مَآ } صفة { لَحَقٌّ } مبني على السكون في محل رفع ، و { مِّثْلَ مَآ } مضاف ، وجملة { أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } مضاف إليه في محل جر قوله : ( المعنى ) أي معنى القراءتين . قوله : ( مثل نطقكم في حقيقته ) أي فكما أنه لا شك لكم في أنكم تنطقون ، ينبغي لكم ألا تشكوا في حقيته . حكي أن رجلاً جاع في مكان ، وليس فيه شيء ، فقال : اللهم رزقك الذي وعدتني فائتني به ، فشبع وروي من غير طعام ولا شراب .