Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 16-20)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱصْلَوْهَا } أي ذوقوا حرارتها . قوله : ( صبركم وجزعكم ) { سَوَآءٌ } أشار بذلك إلى أن { سَوَآءٌ } خبر لمحذوف ، ويصح أن يكون مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير سواء الصبر والجزع ، والأول أولى ، لأن جعل النكرة خبراً أولى من جعلها مبتدأ . قوله : ( لأن صبركم لا ينفعكم ) أي لا ينزعكم من ديوان الرحمة ، بخلاف الدنيا ، فإن الصبر فيها على المكاره ، من أعظم موجبات الرحمة . قوله : { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } تعليل لاستواء الصبر وعدمه . قوله : ( أي جزاءه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ } الخ ، مقابل قوله : { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ الطور : 11 ] إنما أتى بأوصاف المتقين عقب أوصاف المكذبين ، ليحصل الترغيب والترهيب ، كما هو عادته سبحانه وتعالى . قوله : { وَنَعِيمٍ } أي تنعم بتلك الجنات ، إذ لا يلزم من كونه في جنات أنه يتنعم بها ، فأفاد أنهم مع كونهم في جنات يتنعمون ويتفكهون بها . قوله : { فَاكِهِينَ } العامة على قراءته بالألف ، أي ذوي فاكهة كثيرة ، كما يقال لابن وتامر ، أي ذو لبن وذو تمر ، وقرئ شذوذاً فكهين بغير ألف ، أي متنعمين متلذذين ، إذا علمت ذلك ، فالمناسب للمفسر تفسيره بذوي فاكهة لا بمتلذذين . قوله : ( أي بإتيانهم ووقايتهم ) إنما جعلها مصدرية في المعطوف والمعطوف عليه ، لما يلزم عليه من خلو الصلة في المعطوف عن العائد لو جعلت موصولة ، والأحسن أن تجعل موصولة ، ويجعل قوله : { وَقَاهُمْ } معطوفاً على قوله : { فِي جَنَّاتٍ } . قوله : { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ما مصدرية والباء سببية . والمعنى : أن الملائكة تقول لأهل الجنة : كلوا واشربوا متهنئين بسبب عملكم ، وهذا من مزيد السرور والتكرمة ، على حسب عادة الكرام في منازلهم ، وإلا فذلك من فضل الله وإحسانه . قوله : { عَلَىٰ سُرُرٍ } جمع سرير ، قال ابن عباس : هي سرر من ذهب ، مكللة بالدر والزبرجد والياقوت ، والسرير كما بين مكة وأيلة ، وورد أن ارتفاع السرر خمسمائة عام ، فإذا أراد العبد أن يجلس عليها قربت منه ، فإذا جلس عليها عادت إلى حالها ، وفي الكلام حذف تقديره على نمارق على سرر . قوله : ( أي قرناهم ) أي جعلناهم مقارنين لهن ، وفي ذلك إشارة إلى جواب سؤال مقدر تقديره : إن الحور العين في الجنات مملوكات بملك اليمين لا بعقد النكاح ، فأجاب : بأن التزويج ليس بمعنى عقد النكاح ، بل بمعنى المقاربة . قوله : ( عظام الأعين ) تفسير لعين جمع عيناء ، وأما الحور فهو من الحور ، وهو شدة البياض .