Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 21-25)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مبتدأ وخبره قوله : { أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } والذرية تطلق على الأصول والفروع ، قال تعالى : { وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } [ يس : 41 ] والمعنى : أن المؤمن إذا كان عمله أكثر ، ألحق به من دونه في العمل إبناً كان أو أباً ، ويلحق بالذرية من النسب الذرية بالسبب وهو المحبة ، فإن حصل مع المحبة تعليم علم أو عمل ، كان أحق باللحوق كالتلامذة ، فإنهم يحلقون بأشياخهم ، وأشياخ الأشياخ يلحقون بالأشياخ ، إن كانوا دونهم في العمل ، والأصل في ذلك عموم قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أهل الجنة الجنة سأل أحدهم عن أبويه وعن زوجته وولده فيقال : إنهم لم يدركوا ما أدركت ، فيقول : يا رب إني عملت لي ولهم ، فيؤمر بإلحاقهم به " . قوله : ( بفتح اللام وكسرها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فالأولى من باب علم ، والثانية من باب ضرب . قوله : { مِّنْ } ( زائدة ) أي في المفعول الثاني . قوله : ( يزداد في عمل الأولاد ) أي لم نأخذ من عمل الآباء شيئاً نجعله للأولاد ، فيستحقون به هذا الإكرام ، بل عمل الآباء باق لهم بتمامه ، وإلحاق الذرية بهم بمحض الفضل والكرم . قوله : { رَهَينٌ } أي مرهون عند الله تعالى ، كأن نفس العبد مرهونة عند الله بعمله الذي هو مطالب به ، فإن عمل صالحاً فكها من الرهن وإلا أهلكها ، كما يرهن الرجل رقبة عبده بدين عليه ، فإن وفى ما عليه ، خلص رقبته من الرهن ، وإلا استمر مرهوناً . قوله : ( في وقت بعد وقت ) أخذه من لفظ الإمداد . قوله : ( وإن لم يصرحوا بطلبه ) أي بل بمجرد ما يخطر ببالهم يقدم إليهم ، لما ورد : " أن الرجل يشتهي الطير في الجنة ، فيخر مثل البختي حتى يقع على خوانه ، لم يصبه دخان ، ولم تمسه نار ، فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير " . قوله : ( يتعاطون بينهم ) أي يتجاذب بعضهم الكأس من بعض ، ويناول بعضهم بعضاً تلذذاً وتأنساً ، وهو المؤمن وزوجاته وخدمه في الجنة . قوله : { كَأْساً } الكأس هو إناء الخمر ، وكل كأس مملوء بشراب أو غيره ، فإذا فرغ لم يسم كأساً . قوله : { غِلْمَانٌ } ( أرقاء ) { لَّهُمْ } أي كالأرقاء في الحيازة والاستيلاء ، وهؤلاء الغلمان يخلقهم الله في الجنة كالحور ، وقيل : هم الأولاد من أطفالهم الذين سبقوهم ، فأقر الله تعالى أعنيهم بهم ، وقيل : هم أولاد المشركين ، وليس في الجنة نصب ولا حاجة إلى خدمة ، بل هو من مزيد التنعم ، قال عبد الله بن عمر : ما من أحد من أل الجنة ، إلا يسعى عليه ألف غلام ، وكل غلام على عمل غير ما عليه صاحبه ، وروي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تلا هذه الآية قالوا : يا رسول الله ، الخادم كاللؤلؤ المكنون فيكف المخدوم ؟ قال : فضل المخدوم على الخادم ، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " . وروي أن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدامه ، فيجيبه ألف ببابه : لبيك لبيك ، وطواف الغلمان عليهم بالفواكه والتحف والشراب ، قال تعالى : { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ } [ الزخرف : 71 ] { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } [ الصافات : 45 ] قوله : ( مصون في الصدف ) جمع صدفة وهي غشاء الدر . قوله : ( عمّا كانوا عليه ) أي في الدنيا قوله : ( وما وصلوا إليه ) أي من نعيم الجنة . قوله : { قَالُوۤاْ } أي قال المسؤول للسائل . قوله : ( إيماء ) إشارة . وقوله : ( إلى علة الوصول ) أي محطها . قوله : { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا } [ الطور : 27 ] .