Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 10-11)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ } هذا مفرع على قوله : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } ومشى المفسر على أن الضمير في { أَوْحَىٰ } الأول عائد على الله تعالى ، والمراد بالعبد جبريل ، والضمير في { أَوْحَىٰ } الثاني عائد على جبريل ، وهو احتمال من ثمانية ، أفادها العلامة الأجهوري وحاصلها أن يقال : الضمير في أوحى الأول ، إما عائد على الله أو جبريل ، والثاني كذلك ، فهذه أربع ، وفي كل منها إما أن يراد بالعبد جبريل أو محمد ، فهذه ثمان اثنان منها فاسدان وهما أن يجعل الضمير في أوحى الأول عائداً على جبريل ، ويراد بالعبد جبريل ، سواء جعل الضمير في أوحى الثاني عائداً على الله أو جبريل وباقيها صحيح ، والأنسب بمقام المدح أن يعود الضمير في أوحى الأول والثاني على الله ، والمراد بالعبد محمد عليه الصلاة والسلام ، والمعنى : أوحى الله إلى عبده محمد ما أوحاه الله إليه ، من العلوم والأسرار والمعارف التي لا يحصيها إلا معطيها ، بواسطة جبريل ويغير واسطته ، حين فارقه عند الرفوف . قوله : ( ولم يذكر الموحى به تفخيماً لشأنه ) أي وإشارة إلى عمومه ، واختلف في هذا الموحى به ، فقيل مبهم لا نطلع عليه ، وإنما يجب علينا الإيمان به إجمالاً ، وقيل هو معلوم ، وفي تفسيره خلاف ، فقيل أوحى الله إليه : ألم أجدك يتمياً فآويتك ؟ ألم أجدك ضالاً فهديتك ؟ ألم أجدك عائلاً فأغنيتك ؟ ألم نشرح لك صدرك ، ووضعنا عنك وزرك ، الذي أنقض ظهرك ، ورفعنا لك ذكرك ؟ وقيل : أوحى الله إليه أن الجنة حرام على الأنبياء حتى تدخلها يا محمد ، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك . قوله : ( بالتخفيف والتشديد ) أي فهما قراءتان سبعيتان . فالمعنى على التشديد أن ما رآه محمد بعينه صدقه قلبه ولم ينكره ، والتخفيف قيل كذلك ، وقيل : هو على إسقاط الخافض ، والمعنى ما كذب الفؤاد فيما رآه . قوله : ( من صورة جبريل ) بيان لما رأى ؛ وهذا أحد قولين ، وقيل هو الله عز وجل ، وعليه فقد رأى وربه مرتين ، ومرة في مبادئ البعثة ، ومرة ليلة الإسراء ، واختلف في تلك الرواية فقيل : رآه بعينه حقيقة ، وهو قول جمهور الصحابة والتابعين منهم : ابن عباس ، وأنس بن مالك ، والحسن وغيرهم ، وعليه قول العارف البرعي : @ وإن قابلت لفظة لن تراني بما كذب الفؤاد فهمت معنى فموسى خر مغشياً عليه وأحمد لم يكن ليزيغ ذهنا @@ وقيل : لم يره بعينه ، وهو قول عائشة رضي الله عنها ، والصحيح الأول لأن المثبت مقدم على النافي ، أو لأن عائشة لم يبلغها حديث الرؤية ، لكونها كانت حديثة السن .