Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 29-31)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ } أي اترك دعوته والاهتمام بشأنه ، فإنه لا تفيد دعوته إلا عناداً وإصراراً على الباطل . قوله : ( وهذا قبل الأمر بالجهاد ) أي فهو منسوخ بآية القتال ، وقد تبع المفسر في ذلك أكثر المفسرين ، وقال الرازي : إنها ليست منسوخة بآية القتال ، بل هي موافقة لها ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم في الأول ، كان مأموراً بالدعاء بالحكمة والموعظة الحسنة ، فلما عارضوا أمر بإزالة شبههم ، والجواب عنها فقيل له : { وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل : 125 ] ثم لما لم ينفع ذلك فيهم قيل له : أعرض عنهم ولا تقابلهم بالدليل والبرهان ، فإنهم لا ينتفعون به وقاتلهم ، فثمرة الإعراض القتال ، وقد يقال : إن الخلاف لفظي ، فمن أراد بالإعراض الكف عن مجادلتهم ومعاملتهم بالتي هي أحسن قال بالنسخ ، ومن أراد بالإعراض عنهم ، ترك جدالهم ومعاملتهم بالسيف قال بعدمه ، قوله : { مَبْلَغُهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ } تسميته علماً تهكم بهم . قوله : { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ } الخ ، تعليل للأمر بالإعراض ، والمعنى : أن الله عالم بالضال فيجازيه على ضلاله ، وبالمهتدي فيجازيه على هداه ، ومن هنا خاف العارفون من سوء الخاتمة ، لعدم اعتمادهم على أعمالهم . قوله : ( ومنه الضال والمهتدي ) دفع بذلك ما يقال : كيف يجعل الجزاء علة لملك ما في السماوات والأرض ، مع أنه ثابت لله تعالى بالذات ، فأجاب : بأنه علة لمحذوف ، دل عليه قوله ملك السماوات والأرض . قوله : { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ } الخ ، أشار بذلك إلى أن اللام متعلقة بمحذوف قدره بقوله : ( يضل من يشاء ) الخ ، ويصح أن تكون اللام للعاقبة والصيرورة ، والمعنى : أن عاقبة أمر الخلق ، أن يكون فيهم المحسن والمسيء ، فيجازي المحسن بالإحسان ، والمسيء بالإساءة . قوله : ( وبين المحسنين ) الخ ، أي فالذين يجتنبون بدل أو عطف بيان أو نعت للذين أحسنوا ، أو مفعول لمحذوف تقديره أعني ، أو خبر لمحذوف تقديره هم الذين الخ .