Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 32-35)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ } جمع كبيرة ، وهي ما ورد فيها وعيد أو حدّ . قوله : { وَٱلْفَوَاحِشَ } إما عطف مرادف : إن أريد بها الكبائر ، أو خاص إن أريد بها ما ترتب عليه عظيم مفسدة ، كالقتل والزنا والسرقة ونحو ذلك . قوله : { إِلاَّ ٱللَّمَمَ } هو في الأصل أن يلم بالشيء ولم يرتكبه ، والمراد به فعل الصغائر . قوله : ( كالنظرة ) أي وكالكذب الذي لا حد فيه ، ولم يترتب عليه إفساد بين الناس ، وهجر المسلم فوق ثلاث ، والتبختر في المشي ونحو ذلك . قوله : { إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ ٱلْمَغْفِرَةِ } تعليل لقوله : { إِلاَّ ٱللَّمَمَ } والمعنى : أن عدم المؤاخذة على الصغائر ، لا لكونها ليست ذنباً ، بل لسعة مغفرة الله . قوله : ( بذلك ) أي باجتناب الكبائر . قوله : ( أي عالم ) أشار بذلك إلى أنه ليس المراد صيغة التفضيل . قوله : { إِذْ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ } أي فهو عالم بتفاصيل أموركم ، حين ابتدأ خلق أبيكم آدم من التراب ، وحين صوركم في الأرحام . قوله : ( جمع جنين ) سمي بذلك الاستتارة في بطن أمه . قوله : ( لا تمدحوها ) أي لا تثنوا عليها ، ولا تشهدوا لها بالكمال والتقى ، فإن النفس خسيسة ، إذا مدحت اغترت وتكبرت ، فالذي ينبغي للشخص ، هضم النفس وذلها واستخفافها . قوله : ( أما على سبيل الاعتراف بالنعمة فحسن ) أي ولذا قيل : المسرة بالطاعة طاعة ، وذكرها شكر ، قال تعالى : { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [ الضحى : 11 ] . قوله : { هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ } أي بمن أخلص في طاعته وتقواه ، فينتفع بها ويثاب عليها ، وأما المرائي ، فلا ينتفع بطاعته ، بل يعاقب عليها ، لأن الرياء يحبط العمل . قوله : ( أي ارتد ) أي بعد أن أسلم بالفعل ، وهذا أحد قولين : وقيل : قارب الإسلام ولم يسلم بالفعل . قوله : ( وأعطاه من ماله ) الضمير المستتر في أعطى عائد على الذي تولى ، والبارز عائد على الذي ضمن له عذاب الله ، فتحصل أن الضامن جعل على المتولي شيئين : الرجوع إلى الشرك ، وأن يدفع له عدداً معيناً من ماله ، وجعل على نفسه هو شيئاً واحداً ، وهو ضمان عذاب الله . قوله : { وَأَكْدَىٰ } هو في الأصل من أكدى الحافر إذا أصاب كدية منعته من الحفر ، ومثله أحبل ، أي صادف جبلاً منعه من الحفر ، ثم استعمل في كل من طلب منه شيء فلم يعطه . قوله : { أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ } استفهام إنكاري بمعنى النفي ، أي ليس عنده علم الغيب . قوله : { فَهُوَ يَرَىٰ } عطف على قوله : { أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ } فهي داخلة في حيز الاستفهام . قوله : ( وهو الوليد بن المغيرة ) أي وهو قول مقاتل وعليه الأكثر . قوله : ( أو غيره ) أي فقيل : هو العاص بن وائل السهمي ، وقيل : هو أبو جهل ، وهذا الخلاف في بيان الذي تولى وأعطى قليلاً وأكدى ، وأما الذي غره وضمن أن يحمل عنه العذاب ، فلم يذكروا تعيينه .