Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 40-46)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( أي يبصر في الآخرة ) أي لأن العمل يصور بصورة جميلة إن كان صالحاً ، وقبيحة إن كان سيئاً ، ليكون سروراً للمؤمن ، وحزناً للكافر . قوله : { ثُمَّ يُجْزَاهُ } الضمير المرفوع عائد على الإنسان ، والمنصوب عائد على السعي . قوله : { ٱلْجَزَآءَ ٱلأَوْفَىٰ } مصدر مبين للنوع . قوله : ( يقال جزيته سعيه ) الخ ، أشار بذلك إلى أن الجزاء يتعدى للمفعول الثاني بنفسه وبحرف الجر . قوله : ( بالفتح عطفاً ) أي على قوله : { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ } [ النجم : 38 ] الخ ، وعليه فيكون بدلاً من جملة { مَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ * وَإِبْرَاهِيمَ } [ النجم : 36 - 37 ] . قوله : ( وقرئ بالكسر استئنافاً ) أي وعليه فيكون زائداً على ما في صحف موسى وإبراهيم ، لأن القرآن فيه ما في الصحف وزيادة . قوله : ( وكذا ما بعدها ) أي من قوله : { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } إلى قوله : { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } [ النجم : 50 ] والكسر شاذ . قوله : { إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } أي منتهى أمر الخلق ومرجعهم إليه تعالى ، وهذا كالدليل لقوله : { ثُمَّ يُجْزَاهُ ٱلْجَزَآءَ ٱلأَوْفَىٰ } وكأنه قال : الله يجزي الإنسان على أعماله الجزء الأوفى ، لأنه إليه المنتهى في الأمور كلها ، وإذا كان كذلك ، فينبغي للإنسان أن يرجع إلى ربه في أموره كلها ، ولا يعول على شيء من الأشياء ، لأنه الآخذ بالنواصي ، واختلف في المخاطب بقوله : { وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } فقيل كل عاقل ، وقيل محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا على قراءة الكسر ، وأما على قراءة الفتح فقيل كل عاقل ؛ وقيل موسى وإبراهيم على سبيل التوزيع ، لأنه محكي عن صفحهما . قوله : ( أفرحه ) أشار بذلك إلى أن الضحك مستعمل في حقيقته ، وكذا البكاء ، وأن مفعول كل من الفعلين محذوف . قوله : { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ } الخ ، الحكمة في إسقاط ضمير الفصل في هذا ، وإثباته في قوله : { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } الإشارة لدفع توهم أن للمخلوق مدخلاً في الإضحاك والإبكاء ، والإماتة والإحياء ، فأكّده بالفصل ، ولما يحصل في خلق الذكر والأنثى وما بعده ، توهم أن للغير مدخلاً لم يؤكده بضمير الفصل .