Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 47-54)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } أي بحكم الوعد الكائن في قوله : { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِـي وَنُمِيتُ } [ ق : 43 ] إذ لا يجب عليه تعالى فعل شيء ولا تركه . قوله : ( بالمد والقصر ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أعطى المال المتخذ قنية ) أي الذي يدوم عن صاحبه . قوله : { رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } اعلم أن الشعرى في لسان العرب كوكبان : أحدهما الشعرى العبور ، وتسمى العشرى اليمانية تطلع بعد الجوزاء في شدة الحر ، كانت تعبدها خزاعة من العرب ، وأول من سن عبادتها رجل من ساداتهم يقال له أبو كبشة ، وهي المرادة في الآية ، والثاني الشعرى الغميصاء ، بضم الغين وفتح الميم من الغمص بفتحتين وهو سيلان دمع العين . قوله : ( بإدغام التنوين ) أي بعد قلبه لاماً . وقوله : ( في اللام ) أي لام التعريف ، وقوله : ( وضمها ) أي بنقل حركة همزة أولى إليها ، وقوله : ( بلا همز ) أي للواو التي بعد اللام المدغم فيها التنوين ، وبقي قراءة ثالثة سبعية أيضاً ، وهي هذه القراءة بعينها ، إلا أن الواو المذكورة تقلب همزة ساكنة . قوله : ( هي قوم هود ) أي وسميت أولى ، لتقدمها في الزمان على عاد الثانية التي هي قوم صالح وهم ثمود ، فأهلكت الأولى بالريح الصرصر ، والثانية بصيحة جبريل ، وتسمى كل من القبلتين عاداً ، لأن جدهم واحد ، وهو عاد بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام . قوله : ( وهو معطوف على عاداً ) أي ويصح نصبه بفعل محذوف تقديره وأهلك ثموداً ، وليس منصوباً بأبقى ، لأن ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها . قوله : ( أهلكناهم ) صوابه أهلكهم ، وأشار بذلك إلى أن قوله : { وَقَوْمَ نُوحٍ } منصوب بفعل محذوف ويصح عطفه على ما قبله . قوله : { إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } الضمير عائد على قوم نوح خاصة ، وعليه مشى المفسر ، ويصح عوده على الفرق الثلاث . والمعنى أظلم وأطغى من غيرهم . قوله : ( يؤذونه ويضربونه ) أي حتى يغشى عليه ، فإذا أفاق قال : رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . قوله : { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ } منصوب بأهوى ، قدم رعاية للفاصلة . ومعنى المؤتفكة المنقلبة ، لأن الائتفاك الانقلاب . قوله : ( مقلوبة ) جال من ضمير ( أسقطها ) . قوله : { فَغَشَّاهَا } ألبسها وكساها ، والفاعل ضمير عائد على الله تعالى ، وقوله : { مَا غَشَّىٰ } مفعول به . قوله : ( تهويلاً ) أي تفخيماً وتعظيماً . والمعنى : غشاها أمراً عظيماً من حجارة وغيرها ، مما لا يسع العقول وصفه . قوله : ( وفي هود فجعلنا ) الخ ، الصواب أن يقول ، وفي هود { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } [ هود : 82 ] الخ ، أو يقول : وفي الحجر { فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } [ الحجر : 74 ] ، وأمطرنا عليهم بدل قوله عليها .