Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 11-17)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَفَتَحْنَآ } عطف على محذوف تقديره فاستجبنا له . قوله : ( بالتخفيف والتشديد ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ } أي جميعها ويؤخذ من ذلك أن السماء لها أبواب حقيقة وتغلق وهو كذلك . قوله : { بِمَاءٍ } الباء للتعدية مبالغة ، حيث جعل الماء كالآلة التي يفتح بها . قوله : { مُّنْهَمِرٍ } المنهمر الغزير النازل بقوة . قوله : { وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً } تمييز محمول عن المفعول ، لأن أصله : وفجرنا عيون الأرض . قوله : ( تنبع ) أي تخرج من العين ، ومكث الماء يصب من السماء وينبع من الأرض أربعين يوماً ، قيل : كان ماء السماء بارداً مثل الثلج ، وماء الأرض حاراً مثل الحميم ، وهل كان ماء السماء أكثر أو ماء الأرض أو مستويين أقوال . قوله : { فَالْتَقَى ٱلمَآءُ } أي جنسه الصادق بماء السماء والأرض . قوله : ( وغيرها ) أي كالصفائح والخشب الذي يسمر فيه الألواح والخيوط ونحوها . قوله : ( جمع دسار ) وقيل : جمع دسر بسكون السين كسقف وسقف . قوله : { تَجْرِي } صفة ثانية للموصوف المحذوف . قوله : { بِأَعْيُنِنَا } حال من ضمير { تَجْرِي } . قوله : ( منصوب بفعل مقدر ) أي مفعول لأجله . قوله : ( وهو نوح ) أي لأنه نعمة كفروها ، إذ كل نبي نعمة على أمته . قوله : ( وقرئ ) أي شذوذاً . قوله : ( هذه الغفلة ) أي وهي الغرق على هذا الوجه ، وقيل هي السفينة بناء على أنها بقيت على الجودي زماناً مديداً ، حتى رآها أوائل هذه الأمة . قوله : ( معتبر متعظ بها ) أي يعتبر بما صنع الله بقوم نوح ، فيترك المعصية ، ويفعل الطاعة . قوله : ( وكذا المعجمة ) أي الذال التي قبل التاء أبدلت دالاً مهملة ، وقوله : ( وأدغمت ) أي الدال المهملة المنقلبة عن المعجمة ، وقوله : ( فيها ) أي في الدال المنقلبة عن التاء . قوله : { وَنُذُرِ } بإثبات الياء لفظاً وحذفها قراءتان سبعيتان ، وأما في الرسم فلا تثبت لأنها من ياءات الزوائد ، وكذا يقال في المواضع الآتية . قوله : ( وكيف خبر كان ) أي فهي ناقصة و { عَذَابِي } اسمها . قوله : ( وهي للسؤال عن الحال ) أي فإذا أردت أن تخبر حال شخص تقول له : كيف أنت ؟ أصحيح أم سقيم مثلاً ؟ قوله : ( بوقوع عذابه تعالى ) الخ ، أي أنه في غاية العدل ، فلا ظلم فيه ولا جور . قوله : ( سلهناه للحفظ ) أي أعنا عليه من أراد حفظه ، فهل من طالب فيعان عليه ، وليس من كتاب يقرأ عن ظهر قلب إلا القرآن ، ولم يكن هذا لبني إسرائيل ، ولم يكونوا يقرؤون التوراة إلا نظراً ، غير موسى وهارون ويوشع بن نون وعزير صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ومن أجل ذلك افتتنوا بعزير لما كتب لهم التوراة عن ظر قلب حين أحرقت ، ومن هذا المعنى قوله تعالى في الحديث القدسي : " وجعلت من أمتك أقواماً قلوبهم أناجيلهم " . قوله : ( أو هيأناه للتذكر ) أي بأن أودعنا فيه أنواع المواعظ والعبر ، وبالجملة فقد جعل الله القرآن مهيأ ومسهلاً لمن يريد حفظ اللفظ ، أو حفظ المعنى ، أو الاتعاظ به ، فهو رأس سعادة الدنيا والآخرة . قوله : ( والاستفهام بمعنى الأمر ) أي فهو للتحضيض . قوله : ( أي احفظوه واتعظوا به ) أي ليكمل لكم الاصطفاء ، فإن من أتاه القرآن حفظاً أو اتعاضاً ، فقد جعله الله من أهله ، ومن جمع بين الأمرين ، فهو على أكمل الأحوال .