Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 7-10)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( حال ) أي قوله : { خُشَّعاً } و { أَبْصَٰرُهُمْ } فاعل به ، وأسند الخشوع للأبصار ، لأنه يظهر فيها أكثر من بقية البدن . قوله : ( أي الناس ) أي مؤمنهم وكافرهم . قوله : { مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } جمع جدث بفتحتين ، كفرس وأفراس . قوله : { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } أي في الكثرة والانتشار في الأمكنة . قوله : ( لا يدرون أين يذهبون ) الخ . اعلم أن الناس حين الخروج من القبور ، شبهوا في هذه الآية بالجراد المنتشر ، وفي الآية الأخرى بالفراش المبثوث ، فمن حين تحيرهم وتداخل بعضهم في بعض ، شبهوا بالفراش المبثوث ، ومن حيث انتشارهم وقصدهم الجهة التي يجتمعون فيها ، شبهوا بالجراد المنتشر ، إذا علمت ذلك ، فما قاله المفسر لا يناسب تشبيههم بالجراد بل الفراش ، هكذا قالوا فتدبر . قوله : ( مادين أعناقهم ) الخ ، أي فمعنى { مُّهْطِعِينَ } مادين الأعناق مع سرعة المشي . قوله : { يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ } الخ ، استئناف وقع جواباً عما نشأ من وصف اليوم بالأهوال وشدائدها ، كأنه قيل : فما يقول الكافر حينئذ ؟ قوله : ( كما في المدثر ) أي ففي المدثر ما يفيد أن الصعوبة والشدة لخصوص الكافر . قوله : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ } تفصيل لما أجمل أولاً في قوله : { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ ٱلأَنبَآءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } [ القمر : 4 ] . قوله : ( لمعنى قوم ) أي وهو الأمة . قوله : { فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا } تفصيل لقوله : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ } فالمكذب والمكذب في الموضعين واحد . قوله : { وَٱزْدُجِرَ } عطف على { قَالُواْ } والمعنى قالوا مجنون وانتهروه . قوله : ( وغيره ) أي كالضرب والخنق ، كانوا يضربونه ويختنقونه حتى يغشى عليه فيتركونه ، فإذا أفاق قال : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . قوله : { فَدَعَا رَبَّهُ } أي بعد صبره عليهم الزمن الطويل ، فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً يعالجهم فلم يفد فيهم شيئاً . قوله : { أَنِّي مَغْلُوبٌ } بفتح الهمزة في قراءة العامة على حكاية المعنى ، ولو حكى اللفظ لقال إنه مغلوب ، وقرئ شذوذاً بكسر الهمزة على إضمار القول . والمعنى : فدعا ربه قائلاً : { أَنِّي مَغْلُوبٌ } . قوله : { فَٱنتَصِرْ } أي انتقم لي منهم ، وذلك بعد يأسه من إيمانهم حيث أوحى الله إليه ، إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ، ودعا عليهم أيضاً بقوله { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } [ نوح : 26 ] وبقوله : { فَٱفْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ الشعراء : 118 ] .