Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 18-20)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كَذَّبَتْ عَادٌ } الخ ، هذا أيضاً من جملة تفضيل قوله : { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ ٱلأَنبَآءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } [ القمر : 4 ] وذكر قصة عاد عقب قصة نوح ، لأنهم ذرية نوح ، لأن عاداً هو ابن إرم بن سام بن نوح . قوله : { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } مرتب على محذوف قدره بقوله : ( فعذبوا ) . قوله : ( أي وقع موقعه ) أي فتعذيبه لهم عدل منه تعالى ، لأنه أنذرهم أولاً على لسان نبيهم فلم يؤمنوا ، وذلك لأنه جرت عادة الله تعالى ، أنه لا يؤاخذ عبداً بغير جرم تنزيلاً منه تعالى ، وإلا فلو أخذ عباده بغير جرم لا يسمى ظالماً ، لأنه تصرف في ملكه ، والظلم التصرف في ملك الغير بغير إذنه . قوله : ( وقد بينه بقوله ) الخ ، أشار بذلك إلى أن قوله : { إِنَّآ أَرْسَلْنَا } الخ ، تفصيل لما أجمل أولاً . قوله : ( شؤم ) أي غير مبارك . قوله : ( دائم الشؤم ) أي إلى الأبد عليهم ، وهو يوم مباك على هود ومن تبعه ، فهو يوم نحس على الكفارين ، ويوم مبارك على المؤمنين . قوله : ( أو قوية ) أي فهو مأخوذ من المرة وهي القوة ، وفي الحقيقة هو دائم الشؤم قوية . قوله : ( آخر الشهر ) أي شره شوال لثمان بقين منه ؛ واستمر إلى غروب الشمس من يوم الأربعاء آخره ، والمعنى أنه أتاهم العذاب يوم الأربعاء ، والباقي من شوال ثمانية أيام ، فاستمر عليهم لآخره ، قال تعالى في سورة الحاقة { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً } [ الحاقة : 7 ] إذا علمت ذلك ، فليس المراد بقول المفسر : ( آخر الشهر ) أن يوم نزول العذاب ، كان آخر الشهر ، بل هو منتهاه . قوله : { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ } أظهر في مقام الإضمار ، ليكون صريحاً في عموم الذكور ، وإلا فمقتضى الظاهر تنزعهم . قوله : ( المندسين فيها ) أي فقد روي أنهم دخلوا في الشعاب والحفر ، وتمسك بعضهم ببعض ، فتنزعهم الريح منها وصرعتهم موتى . قوله : ( وحالهم ما ذكر ) الجملة حالية من ضمير كأنهم ، وفيه إشارة إلى أن قوله : { كَأَنَّهُمْ } حال من الناس مقدرة ، وذلك لأنهم حين إخراجهم من الحفر ، لم يكونوا كإعجاز النخل ، بل كانوا كذلك بعد ما حصل لهم ما ذكر . قوله : ( أصول ) { نَخْلٍ } المراد بها النخل بتمامها من أولها لآخرها ما عدا الفروع والمعنى كأنهم نخل قد قطعت رؤوسه . قوله : ( منقلع ) تفسير لمنقعر ، وفيه إشارة إلى قوتهم وثبات أجسامهم في الأرض ، فأكنهم لعظم أجسامهم وكمال قوتهم ، يقصدون مقاومة الريح فلم يستطيعوا ، لأنها لشدتها تقلعهم ، كما تقلع النخل من الأرض . قوله : ( وذكر هنا ) أي حيث قال منقعر ، ولم يقل منقعره ، وقوله : ( وأنث في الحاقة ) أي حيث قال خاوية ولم يقل خاو . قوله : ( في الموضعين ) أي فهنا الفاصلة على الراء وهناك على الهاء .