Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 27-32)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ } استئناف مسوق لبيان مبادي الموعود من العذاب ، وذلك لأنه جرت عادة الله تعالى ، أنه إذا أراد تعذيب قوم ، اقترحوا آية ولم يؤمنوا بها ، ورد أنهم قالوا لصالح عليه السلام : نريد أن نعرف المحق منا ، بأن ندعو آلهتنا وتدعو إلهك ، فمن أجابه إلهه علمنا أنه المحق ، فدعوا أوثانهم فلم تجبهم فقالوا : ادع أنت فقال : فما تريدون ؟ قالوا : تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء وبراء ، فأجابهم إلى ذلك بشرط الإيمان ، فوعدوه بذلك وأكدوا ، فكذبوه ثانياً بعدما كذبوا أولاً في آلتهم تجيبهم . قوله : ( من الهضبة ) بفتح الهاء وسكون الضاد ، وهو الجبل المنبسط على الأرض ، ويجمع على هضب وهضاب . قوله : { فِتْنَةً لَّهُمْ } مفعول لأجله . قوله : ( بدل من تاء الافتعال ) أي لوقوعها إثر حرف من حروف الإطباق وهو الصاد . قوله : { وَنَبِّئْهُمْ } أي أخبرهم . قوله : { أَنَّ ٱلْمَآءَ } أي وهو ماء بئرهم الذي كانوا يشربون منه . قوله : { قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } ( وبين الناقة ) ظاهره أن الضمير في بينهم واقع عليهم فقط ، وأن الكلام حذف الواو مع ما عطفت ، والأسهل أن الضمير واقع عليهم وعلى الناقة ، على سبيل التغليب . قوله : ( ويوم لها ) أي فكانت لا تبقي شيئاً في البئر ، ويومها يكتفون بلبنه . قوله : { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ } مرتب على محذوف قدره بقوله : ( فتمادوا على ذلك ) الخ ، والمعنى : أنهم بقوا على ذلك مدة ، ثم ملوا من ضيق الماء والمرعى عليهم وعلى مواشيهم ، فأجمعوا على قتلها ، فقال بعضهم لبعض : نكمن للناقة حيث تمر إذا صدرت عن الماء ، فاجتمعوا وكمن لها قدار ابن سالف في أصل شجرة في طريقها التي تمر بها ، فرماها فقطع عضلة ساقها ، فوقعت وأحدثت ورغت رغاءة واحدة ثم نحرها . قوله : ( موافقة لهم ) قصد بذلك الجمع بين ما هنا وما في الشعراء حيث قال ( فعقروها ) فتحصل أن مباشرة القتل كان منه ، لكن إجماعهم عليه . قوله : { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً } أي صاح بهم جبريل في اليوم الرابع من عقر الناقة ، وذلك أن عقرها يوم الثلاثاء ، فتوعدهم صالح بالعذاب ، وأخبرهم بأنهم يصبحون يوم الأربعاء صفر الوجوه ، ويوم الخميس حمر الوجوه ، ويوم الجمعة سود الوجوه ، وفي السبت ينزل بهم العذاب ، وكان الأمر كما ذكر . قوله : { كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } تشبيه لإهلاكهم ، والحظيرة زريبة الغنم ونحوها ، والمحتظر بكسر الظاء اسم فاعل ، وهو الذي يتخذ حظيرة من الحطب وغيره ، لتكون وقاية لمواشيه من الحر والبرد والسباع .