Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 33-36)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ } أي وهم الجماعة الذين سكن عندهم وأرسل لهم ، وذلك أن لوطاً هو ابن أخي إبراهيم الخليل عليهما السلام ، خرج معه عمه من العراق ، فنزل إبراهيم بفلسطين ، ولوط بسذوم وقراها ، فأرسله الله لهم فكذبوا ، فحل بهم العذاب . قوله : ( المنذرة ) أي المخوفة . قوله : ( ريحاً ترميهم بالحصباء ) أشار بذلك إلى أن حاصباً اسم فاعل ، صفة لموصوف محذوف ، وفيه دليل على أن إمطار الحجارة وإرسالها عليهم ، كان بواسطة إرسال الريح لها . قوله : ( من يوم غير معين ) أي غير مقصود تعيينه للمخاطبين ، فلا ينافي تعيينه في الواقع ولمن حضر . قوله : ( أي وقت الصبح ) هذا تفسير مراد يدل عليه قوله في الآية الأخرى { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ } [ هود : 81 ] وإلا فحقيقة السحر ما كان آخر الليل ، والباء بمعنى في . قوله : ( لأن حقه أن يستعمل في المعرفة ) أي في إرادة التعريف . قوله : ( تسمحاً ) أي تساهلاً في العبارة ، وأشار بذلك إلى أن وجه كون الاستثناء منقطعاً بعيد ، لأن أهل لوط من جنس القوم على كل حال ، سواء قلنا بنزول الحاصب على الجميع ، أو غير أهل لوط ، فتحصل أن الاستثناء متصل على كل حال ، لكون المستثنى من جنس المستثنى منه ، وجعله منقطعاً بعيد . قوله : ( مصدر ) أي مؤكد لعامله في المعنى وهو { نَّجَّيْنَاهُم } إذ الإنجاء نعمة أو مفعول لمحذوف من لفظه ، أي أنعمنا عليهم نعمة . قوله : ( أي مثل ذلك الجزاء ) أي الذي هو الإنجاء . قوله : { نَجْزِي مَن شَكَرَ } أي فلا خصوصية لآل لوط ، بل هو عام لكل من شكر نعمه تعالى ، قال تعالى : { وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ } [ الزمر : 61 ] الآية . قوله : ( وهو مؤمن ) الجملة حالية ، وقوله : ( أو من آمن ) عطف على { مَن شَكَرَ } عطف تفسير ، وفي ذلك إشارة إلى تفسيرين للموصول ، فقيل : إن المراد من شكر النعمة مع أصل الإيمان ، وقيل : هو من ضم إلى الإيمان عمل الطاعات . قوله : ( تجادلوا وكذبوا ) أشار بذلك إلى أنه ضمن تماروا معنى التكذيب ، فتعدى تعديته . قوله : ( بإنذاره ) أي أو بالأمور التي خوفهم بها لوط .