Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 14-16)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَٱلْفَخَّارِ } أي في أن كلاً منهما يسمع له صوت إذا نقر ، واعلم أنه تعالى أفاد في هذه السورة أن خلق آدم { مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ } ، وفي سورة الحجر { مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } [ الحجر : 26 ] أي من طين أسود متغير ، وفي الصافات { مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } [ الصافات : 11 ] أي يلصق باليد ، وفي آل عمران { كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } [ آل عمران : 59 ] ولا تنافي بينها ، وذلك لأنه تعالى أخذه من تراب الأرض ، فعجنه بالماء فصار طيناً لازباً ، ثم تركه حتى صار حمأ مسنوناً ، ثم صروه كما تصور الأواني ، ثم أيبسه حتى صار في غاية الصلابة كالفخار إذا نقر صوت ، فالمذكور هنا آخر أطواره ، وفي غير هذا الموضع ، تارة مبدؤه وتارة أثناؤه ، فالأرض أمه ، والماء أبوه ، ممزوجان بالهواء الحامل للحر الذي هو من فيح جهنم ، فهو من العناصر الأربع ، لكن الغالب في جبلته التراب ، كما أن الجان خلق من العناصر الأربع ، لكن الغالب في جبلته النار ، ولذا نسب إليها . قوله : ( وهو ما طبخ من طين ) أي فكان مجوفاً كلأواني وليس كالآجر . قوله : ( وهو إبليس ) هذا أحد قولين وهو الصحيح ، وقيل أبو الجن غير إبليس . قوله : { مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ } من الأولى الابتداء ، الغاية ، والثانية يصح أن تكون للبيان وللتبعيض . قوله : ( هو لهبها الخالص من الدخان ) هذا أحد أقوال في تفسير المارج ، وقيل : هو ما اختلط من أحمر وأخضر وأصفر ، وهو مشاهد في النار ، ترى الألوان الثلاثة مختلطاً بعضها ببعض ، وقيل : هو الأحمر الكائن في طرف النار ، وقيل : اللهب المختلط بسواد . قوله : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي بأي نعم ربكما الناشئة عنه تكفران ؟