Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 17-28)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ } بالرفع في قراءة العامة على أنه خبر لمحذوف أي هو رب المشرقين ، وقرئ شذوذاً بالجر على أنه بدل أو بيان لربكما . قوله : ( كذلك ) أي مغرب الشتاء ومغرب الصيف ، وأما آية { فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ } [ المعارج : 40 ] فباعتبار مشرق كل يوم ومغربه . قوله : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي بأي نعمة من هذه النعم العظيمة تكفران بها ؟ قوله : { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } المرج بفتحتين في الأصل الإهمال والترك أو الإرسال ، وبسكون الراء الأرض ذات النبات والمرعى ، يقال : مرج الدابة أي أرسلها ترعى في المرج . قوله : { يَلْتَقِيَانِ } حال من البحرين ، أي يتماسان على وجه الأرض ، بلا فصل بينهما في رؤية العين . قوله : { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ } جملة مستأنفة أو حالية من البحرين . قوله : { لاَّ يَبْغِيَانِ } أي لا يتجاوز كل واحد منهما ما حده له خالقه ، فالماء العذب الداخل في الملح باق على حاله لم يمتزج بالملح ، فمتى حفرت في جنبي الملح في بعض الأماكن ، وجدت الماء العذب ، بل كلما قربت الحفرة من الملح ، كان الماء الخارج منها أحلى ، فخلطهما الله في رأي العين ، وحجزهما بقدرته تعالى ، وإذا كان هذا حال جماد ، لا إدراك له ولا عقل ، فكيف يبغي العقلاء بعضهم على بعض . قوله : ( بالبناء للمفعول والفاعل ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( الصادق بإحدهما ) هذا غير ظاهر ، لأن المجموع لا يصدق على البعض ، إلا إذا كان متعدداً كقوله : كل رجل يحمل الصخرة العظيمة ، فالأولى أن يجعل الكلام على حذف مضاف إي من أحدهما ، وقيل لا تقدير في الآية ، بل يخرجان من الملح في الموضع الذي يقع فيه العذب ، وهو مشاهد عند الغواصين ، وقيل : العذب كالرجل ، والملح كالمرأة ، واللؤلؤ والمرجان يخرجان منهما ، كما يخرج الولد من الرجل والمرأة ، وقال ابن عباس : تكون هذه الأشياء في البحر بنزول المطر ، والصدف تفتح أفواهها للمطر . قوله : { وَلَهُ ٱلْجَوَارِ } جمع جارية وهي السفينة ، صفة جرت مجرى الأسماء ، سميت بذلك لأن شأنها الجاري . قوله : { ٱلْمُنشَئَاتُ } بفتح الشين اسم مفعول ، أي أنشأها الناس بسبب تعليم الله لهم ، وكسرها اسم فاعل أي تنشئ الريح بجريها ، أو تنشئ السير إقبالاً وإدباراً ، ونسبة الإنشاء لها مجاز ، وهما قراءتان سبعيتان ، وقرئ شذوذاً بتشديد الشين مع فتحها مبالغة . قوله : ( أي الأرض ) أي وعلى هذا التفسير فلا يستثنى شيء ، بخلاف قوله تعالى : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } [ القصص : 88 ] فيستثنى الجنة والنار والحور العين والولدان والعرش والأرواح . قوله : ( هالك ) أي بالفعل . قوله : { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ } الخطاب إما لرسول الله صلى الله عليه وسلم اعتناء بشأنه ، وإما لأي سامع ، ليعلم لكل أحد أن غير الله فان . قوله : { ذُو ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ } فيه وعد ووعيد ، فيوصف الجلال إفناء الخلق وتعذيب الكفار ، ويوصف الإكرام إحياؤهم وإثابة المؤمنين ، و { ذُو } بالرفع في قراءة العامة نعت للوجه ، وقرئ شذوذاً بالجر صفة للرب ، وأما في آخر السورة فالقراءتان سبعتيان .