Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 29-32)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي لأنهم مفتقرون إليه تعالى في جميع لحظاتهم ، قال ابن عباس : أهل السماوات يسألون المغفرة ولا يسألون الرزق ، وأهل الأرض يسألونهما جميعاً ، وقال ابن جريج : تسأله الملائكة الرزق لأهل الأرض ، فسؤال خير الدنيا والآخرة صادر من كل من أهل السماوات والأرض ، وفي الحديث : " إن من الملائكة ملكاً له أربعة أوجه : وجه كوجه الإنسان ، يسأله الله تعالى الرزق لبني آدم ، ووجه كوجه الأسد ، يسأل الله تعالى الرزق للسباع ، ووجه كوجه الثور ، يسأل الله تعالى الرزق للبهائم ، ووجه كوجه النسر ، يسأل الله تعالى الرزق للطير " . قوله : ( بنطق ) أي بلسان المقال ، وقوله : ( أو حال ) أي بلسان الحال وهو الذل والاحتياج . قوله : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } { كُلَّ } ظرف منصوب بالمحذوف الذي تعلق به الجار والمجرور بعده ، والمراد باليوم اللحظة من الزمن ، وبالشأن التصريف في خلقه ، لما ورد : " إن الإنسان يخرج منه في اليوم والليلة أربعة وعشرون ألف نفس ، في كل نفس تحمل مائة ألف ، ويولد مائة ألف ، ويعز مائة ألف ، ويذل مائة ألف ، ويفرج عن مائة ألف " وفي رواية : " في كل واحدة ستمائة ألف " وحكي أن ابن الشجري كان يقرر في درسه هذه الآية ، فجاءه الخضر وقال له : ما شأن ربك اليوم ؟ فأطرق برأسه وقام متحيراً ، فنام فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ، فعرض عليه السؤال فقال له : السائل لك الخضر ، فإن أتاك وسألك فقل له شؤون يبديها ولا يبتديها ، يرفع أقواماً ويضع آخرين ، فلما أصبح أتاه وسأله فأجابه بذلك ، فقال له : صلّ على من علمك . قوله : ( أمره يظهره ) الخ ، أي فالشأن صفة فعل ، وقوله : ( من إحياء ) الخ ، بيان له فالتغير راجع للمصنوعات ، وأما ذاته تعالى وصفاته ، فيستحيل عليها التغير ، فهو يغير ولا يتغير . قوله : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي بأي نعمة من تلك النعم التي أنشأها خالقكما ومدبركما تكفران بها ؟ قوله : ( سنقصد لحسابكم ) جواب عما يقال : إن الله لا يشغله شأن عن شأن ، فكيف قال : { سَنَفْرُغُ لَكُمْ } فأجاب بما ذكر ، وإيضاحه أن تقول : الفراغ من الشيء ، يطلق على التفرغ من الشواغل ، وهو بهذا المعنى مستحيل عليه تعالى ، ويطلق على القصد للشيء والإقبال عليه وهو المراد هنا ، والمراد بالقصد في كلام المفسر الإرادة ، وحينئذ فيكون معناه سأريد حسابكم ، وهذا لا يظهر إلا على القول ، بأن للإرادة تعلقاً تنجيزياً حادثاً ، وأما على القول بنفيه فلا يظهر ، فكان المناسب له أن يقول : سأحاسبكم ، وفي الآية وعد للطائعين ووعيد للعاصين . قوله : { أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ } تثنية ثقل بفتحتين ، سيما بذلك لأنهما أثقلا الأرض ، أو حصل لهما الثقل والتعب بالتكاليف . قوله : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي التي من جملتها : إثابة أهل الطاعات وعقاب أهل المعاصي . يقول سأحاسبكم ، وفي الآية وعد للطائعين ووعيد للعاصين . قوله : { أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ } تثنية ثقل بفتحتين ، سيما بذلك لأنهما أثقلا الأرض ، أو حصل لهما الثقل والتعب بالتكاليف . قوله : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي التي من جملتها : إثابة أهل الطاعات وعقاب أهل المعاصي .