Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 37-45)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَٱلدِّهَانِ } إما خبر ثان أو نعت لوردة ، والدهان إما جمع دهن كرماح ورمح ، ويكون بمعنى قوله : { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } [ المعارج : 8 ] أي كدردي الزيت ، أو مفرد كحزام وإدام وهو الأديم الأحمر أي الجلد ، وقد مشى على الثاني المفسر . قوله : ( على خلاف العهد بها ) أي على خلاف لونها الذي نراه ونعهده وهو الزرقة فإنها عارضة ، قيل : بسبب جبل ق المحيط بها ، وأما لونها الأصلي فهو الحمرة . قوله : { فَيَوْمَئِذٍ } التنوين عوض عن جملة ، أي فيوم إذا انشقت السماء . قوله : { وَلاَ جَآنٌّ } ( عن ذنبه ) أشار بذلك إلى أن الجار والمجرور محذوف من الثاني ، لدلالة الأول عليه . قوله : ( ويسألون في وقت آخر ) أشار بذلك لوجه الجمع بين ما هنا وبين الآية التي ذكرها ، وإيضاح الجمع أن يقال : إنهم حين يخرجون من القبور لا يسألون ، ويسألون حين يحشرون ويجتمعون في الموقف . قوله : ( والجان هنا ) الخ ، قد يقال : لا حاجة له ، لأن الجان والإنس كل منهما اسم جنس ، يفرق بينه وبين واحده بالياء ، كزنج وزنجي . قوله : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا } أي نعمه العظيمة التي من جملتها الزجر عما يؤدي للعذاب . قوله : ( أي سواد الوجوه وزرقة العيون ) أي وأخذ الصحف من وراء الظهر باليسرى . قوله : { بِٱلنَّوَاصِي } جمع ناصية وهو نائب الفاعل . قوله : ( من خلف ) أي فحينئذ يسكر ظهره كما يكسر الحطب ، قال الضحاك : يجمع بين ناصيته وقدمه في سلسة من وراء ظهره . قوله : ( ويقال لهم ) قدره إشارة إلى أن قوله : { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ } مفعول لقول محذوف . قوله : { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } أي يترددون بينهما ، فحين يستغيثون من النار ، يسعى بهم إلى الحميم ، فيسقون منه ويصب فوق رؤوسهم ، فإذا استغاثوا منه يسعى بهم إلى النار ، وهكذا قوله : ( يسقونه ) الخ ، أي ويغمسون فيه ، لما رود عن كعب : إن وادياً من أودية جهنم ، يجتمع فيه صديد أهل النار ، فيغمسون بأغلالهم فيه حتى تنخلع أوصالهم ، ثم يخرجون منها ، وقد أحدث الله لهم خلقاً جديداً فليقون في النار ، فذلك قوله تعالى : { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } . قوله : ( وهو منقوص كقاض ) أي يقال : أنى يأتي ، كقضى يقضي ، فهو آن كقاض ، وأصله أنيٌ ، استثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان ، حذفت الياء لالتقاء الساكنين .