Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 35-40)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( أي الحور العين من غير ولادة ) أشار بذلك إلى أن الضمير في { أَنشَأْنَاهُنَّ } عائد على الحور العين المفهومان مما سبق ، وهذا أحد قولين ، وقيل هو عائد على نساء الدنيا ، ومعنى { أَنشَأْنَاهُنَّ } أعدنا إنشاءهن ، ويؤيده ما ورد " أن أم سلمة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً } فقال : يا أم سلمة هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمطاً رمصاً ، جعلهن الله بعد الكبر أتراباً على ميلاد واحد في الاستواء ، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكاراً ، فلما سمعت عائشة رسول الله يقول ذلك قالت : واوجعاه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس هناك وجع " ويصح عود الضمير على ما هو أعم من الحور العين ونساء الدنيا ، وهو الأنسب بالأدلة . قوله : ( بضم الراء وسكونها ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي مستويات في السن ) أي وهو ثلاث وثلاثون سنة لما في الحديث : " يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً بيضاً مكحولين أبناء ثلاثين أو قال ثلاث وثلاثين ، على خالق آدم عليه السلام ، ستون ذراعاً في سبعة أذرع " . وروي أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم قال : " من دخل الجنة من صغير أو كبير يرد إلى ثلاثين سنة في الجنة ، لا يزاد عليها أبداً ، وكذلك أهل النار " . قوله : ( صلة أنشأناهن ) أي متعلقة به ، والمعنى أنشأناهن لأجل أصحاب اليمين ، ويصح تعلقها بأتراباً ، والمعنى جعلناهن أتراباً ، أي مساويات لأصحاب اليمين في الطول والعرض والجمال ، فلا تتخير امرأة عن رجل في الجنة . قوله : { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } خبر لمحذوف قدره بقوله : ( وهم ) واختلف في المراد بالأولين والآخرين ، فقيل : أوائل هذه الأمة كالصحابة والتابعين وتابعي التابعين ، وأواخرهم من يأتي بعدهم إلى يوم القيامة ، وقيل : المراد بالأولين الأمم السابقة ، وبالآخرين هذه الأمة ، فالخلاف هنا نظير ما تقدم ، وقال فيما سبق { وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } [ الواقعة : 14 ] وقال هنا { وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } لأن ما تقدم في ذكر السابقين ، وهم في الآخرة قليل ، وهنا في أصحاب اليمين ، وهم كثيرون في الأولين والآخرين .