Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 16-18)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } الخ ، العامة على سكون الهمزة وكسر النون ، مضارع أنى يأني ، كرمى يرمي ، مجزوم بحذف حرف العلة ، والمعنى : ألم يأن أوان الخشوع والخضوع لقلوب الذين آمنوا ؟ وحينئذ فالذي ينبغي لهم الإقبال على شأنهم وتركهم ما لا يعنيهم ، وقرئ شذوذاً بكسر الهمزة وسكون النون مضارع أن كباع ، فلما جزم سكن ، وحذفت عينه لالتقاء الساكنين ، إذا علمت ذلك ، فقول المفسر يحن حل معنى لا حل إعراب ، وإلا فهو يناسب القراءة الشاذة ، لأنه من حان يحين كباع يبيع ، فهو مجزوم بالسكون ، ومعنى حان قرب وقته . قوله : ( لما أكثروا المزاج ) أي بسبب لين العيش الذي أصابوه في المدينة ، وذلك لأنهم لما قدموا المدينة ، أصابوا من لين العيش ورفاهيته ، ففتروا عن بعض ما كانوا عليه ، فعوتبوا على ذلك ، وهذا محمول على فرقة قليلة فرحوا بمظاهر الدنيا ، فحصل منهم المزاح والهزل فعوتبوا عليه ، وأما غالبهم كأبي بكر وأضرابه فمقامهم يجل عن ذلك . قوله : { أَن تَخْشَعَ } { أَن } وما دخلت عليه ، في تأويل مصدر فاعل بأن أي ألم يقرب خشوع قلوبهم . قوله : ( بالتخفيف ) أي وضمير { نَزَلَ } عائد على القرآن ، وقوله : ( والتشديد ) أي والضمير عائد على الله تعالى ، والعائد محذوف تقديره نزله ، والقراءتان سبعيتان ، وقوله : { مِنَ ٱلْحَقِّ } بيان لما . قوله : ( معطوف على تخشع ) أي { وَلاَ } نافية ، ويصح أن تكون { لاَ } ناهية ، فيكون انتقالاً إلى نهيهم عن التشبه بمن تقدمهم ، فإن الدوام على المزاح ربما أدى لذلك . قوله : { ٱلْكِتَابَ } آل فيه للجنس الصادق بالتوراة والإنجيل . قوله : { فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ } قرأ العامة بتخفيف دال { ٱلأَمَدُ } ومعناه الزمن ، وقرأ غيرهم بتشديدها ، وهو الزمن الطويل . قوله : ( لم تلن لذكر الله ) أي لم تخضع ولم تذل . قوله : { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } أي خارجون عن طاعة الله وطاعة نبيهم ، والقليل متمسك بشرع نبيه ، وهذا الإخبار عنهم قبل ظهوره صلى الله عليه وسلم ، وأما بعد ظهوره ، فكل من لم يؤمن به ، فهو فاسق خارج عن طاعة الله تعالى ، قوله : ( خطاب للمؤمنين المذكورين ) أي الذين عوتبوا في شأن المزاح ، كأن الله تعالى يقول لهم : يا عبادي لا تقنطوا من رحمتي ، فإن شأن إحياء الأرض الميتة بالنبات ، فكذلك إذا حصل منكم الإنابة والرجوع ، أحييت قلوبكم بالذكر والفكر ، فأنبتت العلوم والمعارف . قوله : ( بهذا ) أي كونه يحيي الأرض بعد موتها . وقوله : ( وغيره ) أي من الأمور العجيبة الدالة على باهر قدرته تعالى . قوله : ( أدغمت التاء في الصاد ) أي بعد قلبها صاداً . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( راجع إلى الذكور والإناث ) أي فهو معطوف على مجموع الفعلين لا على الأول فقط ، لما يلزم عليه من العطف على الصلة قبل تمامها . قوله ( في صلة أل ) الجملة نعت للاسم ، أي الاسم الكائن ( في صلة أل ) وقوله : ( فيها ) متعلق بحل ، وهذا من قبيل قول ابن مالك : واعطف على اسم شبه فعل فعلاً الخ . قوله : ( وذكر القرض ) الخ ، جواب عما يقال : إن قوله : { إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ } على قراءة التشديد يغني عنه ، لأن المراد بالقرض الصادقة . فأجاب : بأنه ذكره توطئة لوصفه بالحسن ، فقوله : ( تقييد له ) أي للتصدق بوصف القرض وهو الحسن . قوله : { يُضَاعَفُ لَهُمْ } أي ويكتب لهم في صحائفهم الحسنة بعشرة إلى سبعمائة إلى غير ذلك . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : { وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } أي في نظير عملهم المضاعف .