Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 19-20)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مبتدأ أول ، و { أُوْلَـٰئِكَ } مبتدأ ثان ، و { هُمُ } إما ضمير فصل أو مبتدأ ثالث ، و { ٱلصِّدِّيقُونَ } خبر الثالث ، وهو وخبره الثاني ، وهو وخبره خبر الأول . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ } أي الموصوفون بالإيمان بالله ورسله ، والمراد بالإيمان الكامل ، وإلا فمجرد الإيمان لا يسمى الشخص به صديقاً ؛ لأن الصديقية مرتبة تحت مرتبة النبوة . قوله : { وَٱلشُّهَدَآءُ } يحتمل أن يكون معطوفاً على ما قبله ، فالوقف تام على قوله : { ٱلشُّهَدَآءُ } ويكون أخبر عن الذين آمنوا ؛ بأنهم صديقون شهداء ، وقوله : { عِندَ رَبِّهِمْ } ظرف متعلق بقوله بعد { لَهُمْ أَجْرُهُمْ } ويحتمل أن يكون مبتدأ ، وخبره إما الظرف بعده أو جملة { لَهُمْ أَجْرُهُمْ } قوله : ( النار ) أي فمراده بالجحيم دار العذاب لا خصوص الطبقة المسماة بالجحيم . قوله : { ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ } الخ ، لما ذكر الآخرة وأحوال الخلق فيها ، شرع يزهدهم في الدنيا ، لأنها قليلة النفع سريعة الزوال . قوله : { لَعِبٌ } أي يتعب الناس فيها أنفسهم جداً ، كإتعاب الصبيان أنفسهم في اللعب من غير فائدة . قوله : { وَلَهْوٌ } أي شغل عن الآخرة . قوله : { وَزِينَةٌ } أي ما يتزين به من اللباس والحلي ونحوهما . قوله : { وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ } أي مفاخرة حاصلة فيما بينكم ، والعامة على تنوين تفاخر ، وقرئ شذوذاً بإضافته إلى الظرف بعده . قوله : ( أي الاشتغال فيها ) أشار بذلك إلى أن قوله : { أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا } مبتدأ على حذف مضاف ، والتقدير : إنما الاشتغال بالحياة الدنيا لعب الخ ، فالشغل بها دائر بين هذه الأمور الخمسة ، قال علي كرم الله وجهه لعمار بن ياسر : لا تحزن على الدنيا ، فإن الدنيا ستة أشياء : مأكول ومشروب وملبوس ومشموم ومركوب ومنكوح ، فأحسن طعامها العسل وهو بزقة ذبابة ، وأكثر شرابها الماء ، وهو يستوي فيه جميع الحيوان ، وأفضل ملبوسها الديباج وهو نسج دودة ، وأفضل مشمومها المسك وهو دم فأرة ؛ وأفضل المركوب الفرس وعليها تقتل الرجال ، وأما المنكوح فهو النساء وهن مبال في مبال . قوله : { كَمَثَلِ غَيْثٍ } يحتمل أن يكون خبراً سادساً لأن ، ويحتمل أن يكون خبر المحذوف وعليه اقتصر المفسر ، والمثل بمعنى الصفة ، والمعنى صفتها كصفة غيث الخ0 قوله : ( مطر ) أي حصل بعد جدب ويأس . قوله : ( الزرع ) إنما سموا كفاراً ، لأنهم يسترون الأرض بالزرع بسبب الحرث والبذر ، كما سمي من ستر الإيمان بالطغيان والجحد كافراً ؛ ويصح أن يبقى الكفار على حقيقته ، وذلك لأن الكفار يفتخرون ويعجبون في السراء ، ويسخرون في الضراء ، فإذا كانوا زراعاً ، افتخروا بالزرع إذا ظهر ، وسخطوا إذا ضاع ، فصفة الدنيا كصفة كفار زراع ، تعبوا في الأرض وحرثوها وبذروها ، فظهر زرعها ففرحوا به فرح بطر وخيلاء ، ثم يجف بعد خضرته ونضارته ، فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً ، وعبارة المفسر محتملة للمعنيين ، لأن قوله : ( الزراع ) يحتمل أن يكون تفسيراً للكفار ، أو صفة لهم . قوله : ( ييبس ) تفسير البهيج ، والحامل له على ذلك تفريع قوله : { مُصْفَرّاً } عليه ، وإلا فيهيج معناه في اللغة يطول جداً . قوله : { وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ } لما ذكر أحوال الدنيا الزائلة ، ذكر ما يكون عقب زوالها ، وقسمه إلى قسمين : عذاب شديد ، ومغفرة ورضوان ، وفي الآية إشارة عظيمة حيث قابل العذاب بشيئين : المغفرة والرضوان ، فهو من باب : لن يغلب عسر يسرين . قوله : ( ما التمتع فيها ) أشار بذلك إلى أن قوله : { وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ } مبتدأ على حذف مضاف . قوله : { إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ } هو بالضم وما اغتر به الشخص من متاع الدنيا .