Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 28-28)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } الخ ، لما قدم أن أمة عيسى بعد رفعه إلى السماء افترقوا ، فمنهم من تمسك بالرهبانية الصحيحة وداموا عليها ، إلى أن ظهر محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنه ممن غير وبدل ، شرع يبين المطلوب منهم بعد ظهوره صلى الله عليه وسلم ، قوله : { ءَامَنُو } ( بعيسى ) هذا أحد قولين للمفسر ؛ ويشهد له سياق الكلام ، والثاني : أن الخطاب عام لكل من آمن بالرسل المتقدمين ، فيشمل المؤمنين بعيسى وبمن قبله من الرسل ، إن قلت إن هذا ظاهر فيمن كانت ملتهم صحيحة ، فنسخت بملة محمد صلى الله عليه وسلم ، أما فيمن نسخت ملته بملة عيسى كاليهود ؛ فلا تظهر إثابتهم على التمسك بها . أجيب : بأن إثباتهم على تلك الملة المنسوخة . من خصائص دخولهم في ملة الإسلام . ولذا كان الإسلام يصحح أنكحتهم الفاسدة . قوله : { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي امتثلوا أوامره واجتنبوا نواهيه . قوله : { يُؤْتِكُمْ } أي يثبكم على اتباعه . قوله : { كِفْلَيْنِ } تثنية كفل ، وهو في الأصل كساء يعقد على ظهر البعير ، فيلقى مقدمه على الكاهل ، ومؤخره على العجز ، يحفظ الراكب ويمنعه من السقوط ، والمراد هنا نصيبان عظيمان من الرحمة ، يمنعان الشخص من العذاب ، كما يمنع الكفل الراكب ويمنعه من السقوط ، وهذان الكفلان لا يخصان من ذكر ، بل ورد في الحديث : " ثلاثة لهم أجران : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، والعبد المملوك الذي أدى حق مواليه وحق الله ، ورجل كانت عنده أمة يطؤها ، فأدبها فأحسن تأديبها ، وعلمها فأحسن تعليمها ، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران " . قوله : ( لإيمانكم بالنبيين ) أي فاستحقاقهم الكفلين ظاهر ، لأنهم آمنوا بعيسى ، واستمروا على دينه إلى أن بعث نبينا عليه الصلاة والسلام فآمنوا به ، فكفل لإيمانهم بعيسى ، وكفل لإيمانهم بنبينا . قوله : { وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً } قيل : هو القرآن ، وقيل : هو الهدى والسبيل الواضح في الدين . قوله : { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } أ ي ما سبق من ذنبوكم قبل الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم .