Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 5-7)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ذكره ثانياً مع الإعادة ، كما ذكره أولاً مع ابتداء الخلق ، فلا تكرار . قوله : { تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } بفتح التاء وكسر الجيم مبنياً للفاعل ، وبضم التاء وفتح الجيم مبنياً للمفعول ، قراءتان سبعيتان في جميع القرآن . قوله : ( يدخله ) { فِي ٱلنَّهَارِ } ( فيزيد ) أي النهار بسبب دخول الليل فيه ، وكذا يقال في النهار . قوله : ( بما فيها من الأسرار والمعتقدات ) أي من خير وشر . قوله : { آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } لما ذكر أنواعاً من الدلائل الدالة على التوحيد ، شرع بأمره عبادة بالإيمان ، وبترك الدنيا والإعراض عنها ، والنفقة في وجوه البر . قوله : ( دوموا على الإيمان ) جواب عما يقال : إن الخطاب للمؤمنين ، وحينئذ ففيه تحصيل الحاصل ، وهذا نتيجة ما قبله ، لأنه لما ذكر أدلة التوحيد ولا شك أن التفكر فيها ، يزيد في الإيمان ويوجب الدوام عليه نتج منه الأمر بالدوام على الإيمان . قوله : ( من مال من تقدمكم ) الخ ، أي فأنتم خلفاء عمن تقدمكم ، ويصح أن المعنى من الأموال التي جعلكم الله خلفاء في التصرف فيها ، فهي في الحقيقة له لا لكم ، واعلم أن الأموال في الحقيقة لله تعالى ، فخلف فيها أدم يتصرف فيها ، وأولاده خلف عنه ، وحينئذ فالخلافة إما عمن له التصرف الحقيقي وهو الله تعالى ، أو عمن تصرف فيها قبله ، ممن كانت في أيديهم وانتقلت لهم ، وفي هذا حث على الإنفاق ، وتهوين له على النفس ، فلا ينبغي البخل بمال الغير ، بل ينفقه في الوجوه التي تنفعه في المعاد . قوله : ( وسيخلفكم فيه من بعدكم ) أي من المال الذي هو بأيديكم ، سواء كان من مال من تقدمكم ، أو من مال اكتسبتموه بأنفسكم . قوله : ( وهي غزوة تبوك ) بالصرف نظراً للبقعة ، ومنه للعلمية والتأنيث ، وهو مكان على طرف الشام ، بينه وبين المدينة أربع عشرة مرحلة ، كانت تلك الغزوة في السنة التاسعة بعد رجوعه صلى الله عليه وسلم من الطائف ، وهي آخر غزواته ، ولم يقع فيها قتال ، بل لما وصلوا إلى تبوك ، وأقاموا بها عشرين ليلة ، وقع الصلح على دفع الجزية ، فرجع صلى الله عليه وسلم بالعز والنصر العظيم ، وتقدم تفصيلها في سورة براءة . قوله : ( أشارة إلى عثمان ) أي فإنه جهز في تلك الغزوة ثلاثمائة بعير ، بأقتابها وأحلاسها وأحمالها ، وجاء بألف دينار وضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي رواية : حمل عثمان في جيش العسرة على ألف بعير وسبعين فرساً ، وقال في حقه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما على عثمان ما فعل بعد هذا " وفي رواية : " غفر الله لك يا عثمان ، ما أسررت وما أعلنت ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، ما يبالي ما عمل بعدها " ولا خصوصية لعثمان بهذه الإشارة ، بل غيره بذل فيها جهده . قوله : { لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } أي عظيم .