Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 4-6)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَمَن لَّمْ يَجِدْ } مبتدأ ، وقوله : { فَصِيَامُ } مبتدأ ثان خبره محذوف ، قدره المفسر بقوله : ( عليه ) والجملة خبر الأول . قوله : { فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ } أي فإن أفطر فيهما ولو لعذر ، انقطع التتابع ووجب استئنافهما . قوله : ( عليه ) أي على من لم يستطع ، ومن لم يجد ، وهو خبر عن كل من قوله : { فَصِيَامُ } وقوله : { فَإِطْعَامُ } . قوله : ( حملا للمطلق ) أي الذي هو وجوب الإطعام ، أطلق في الآية عن التقييد ، بكونه من قبل أن يتماسا على المقيد الذي هو وجوب الصيام ووجوب الرقبة ، قيد كلاً بكونه من قبل أن يتماسا ، والحمل معناه تقييد المطلق بالقيد الذي هو في المقيد . قوله : ( لكل مسكين مد ) ظاهره أنه مد النبي صلى الله عليه وسلم وعليه الشافعي ، وقال مالك : إنه مد هشام بن عبد الملك ، وكان يزيد على مد النبي صلى الله عليه وسلم ثلثاً تشديداً على المظاهر ، بخلاف باقي الكفارات ، فالمراد به مد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقدر الجميع تقريباً عند الشافعي في زماننا ثلاثون قدحاً بالمصري ، لكل مسكين نصف قدح ، وعند مالك أربعون قدحاً ، لكل مسكين ثلثا قدح فتدبر . قوله : { ذَلِكَ } إشارة إلى ما مر من البيان والتعليم للأحكام والتنبيه عليها ، وقوله : { لِتُؤْمِنُواْ } الخ ، أي تستمروا على الإيمان وتعملوا بشرائعه ، وترفضوا ما كان عليه الجاهلية . قوله : { وَلِلْكَافِرِينَ } أي المنكرين لتلك الأحكام . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } هذه الآية نزلت في أهل مكة عام الأحزاب ، حين أرادوا التحزب على رسول الله وأصحابه ، وكان في السنة الرابعة ، وقيل في الخامسة ، والمقصود منها تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشارته ، بأن أعداءهم المتحزبين القادمين عليهم ، يكبتون ويذلون ويفرق جمعهم ، فلا تخشوا بأسهم . قوله : ( يخالفون ) { ٱللَّهَ } أي يعادونه ورسوله ، فسمى المحادة مخالفة ، لأن المحادة أن تكون في حد يخالف حد صاحبك ، وهو كناية عن المعاداة . قوله : { كُبِتُواْ } أي يكبتوا ، وعبر بالماضي لتحقق الوقوع ، لأن هذه الآية نزلت قبل قدومهم . قوله : ( أذلوا ) وقيل معناه أهلكوا ، وقيل أخذوا ، وقيل عذبوا ، وقيل لعنوا ، وقيل اغيظوا ، وكلها متقاربة في المعنى . قوله : ( في مخالفتهم ) أي بسببها . قوله : { وَقَدْ أَنزَلْنَآ } الخ ، الجملة حالية من الواو في { كُبِتُواْ } . قوله : { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ } ظرف المهين أو لعذاب ، أو لمحذوف تقديره اذكر . قوله : { جَمِيعاً } أي بحيث لا يبقى أحد غير مبعوث ، أو المعنى مجتمعين في حالة واحدة . قوله : { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ } أي من القبائح ، إما ببيان صدورها منهم ، أو بتصويرها بصورة قبيحة هائلة على رؤوس الأشهاد ، تخجيلاً لهم وتشهيراً لحالهم . قوله : { أَحْصَاهُ ٱللَّهُ } أي لم يفته منه شيء ، بل أحاط بجميع ما صدر من خلقه . قوله : { وَنَسُوهُ } حال من مفعول أحصى ، والمعنى : ذهلوا عنه لكثرته ، أو تهاونكم به واعتقادهم أن لا حساب عليه .