Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 11-14)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ } الخ ، لما ذكر الثناء على المهاجرين والأنصار وأتباعهم ، أتبعه بذكر أحوال المنافقين الذين نافقوا مع بني النضير ، وهم عبد الله بن أبي وأصحابه ، والخطاب إما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو لكل من يتأتى منه الخطاب . قوله : { لإِخْوَانِهِمُ } اللام للتبليغ ، والمعنى مبلغين إخوانهم . قوله : ( لام قسم ) أي موطئة لقسم محذوف أي والله . قوله : ( في الأربعة مواضع ) أي { لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ } ، { لَئِنْ أُخْرِجُواْ } ، { وَلَئِن قُوتِلُواْ } ، { وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ } ، بل في الخمسة هذه الأربعة ، وقوله : { وَإِن قُوتِلْتُمْ } لأن اللام مقدرة معه . قوله : { أُخْرِجْتُمْ } ( من المدينة ) أي أخرجكم النبي وأصحابه . قوله : { وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ } عطف على قوله : { لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ } وكذا قوله : { وَإِن قُوتِلْتُمْ } فمقولهم ثلاث جمل ، والقسم الواقع منهم اثنان ، ثم كذبهم الله اجمالاً وتفصيلاً بعد . قوله : ( في خذلانكم ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : { أَحَداً } أي من النبي والمؤمنين ، وقوله : { أَبَداً } ظرف للنفي . قوله : ( حذفت منه اللام ) أي وحذفها قليل في لسان العرب ، والكثير اثباتها . قوله : { لَكَاذِبُونَ } أي فيما قالوه . قوله : { لَئِنْ أُخْرِجُواْ } تفصيل لكذبهم وهو تكذيب لقولهم { لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ } وقوله : { وَلَئِن قُوتِلُواْ } الخ ، تكذيب لقولهم { وَإِن قُوتِلْتُمْ } الخ ، وقوله : { وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ } من تمام تكذيبهم في المقالة الثالثة . قوله : ( جاؤوا لنصرهم ) جواب عما يقال : إن قوله : { وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ } مناف لقوله : { لاَ يَنصُرُونَهُمْ } فأجاب بأن المعنى خرجوا القصد نصرهم ، وحينئذ فلا يلزم منه نصرهم بالفعل ، وأجيب أيضاً : بأن قوله : { وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ } أي على سبيل الفرض والتقدير . قوله : ( واستغنى بجواب القسم ) الخ ، أي للقاعدة المعروفة في قول ابن مالك : @ واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جوب ما أخرت فهو ملتزم @@ قوله : ( أي اليهود ) هذا أحد أقوال في مرجع الضمير ، وقيل : عائد على المنافقين ، وقيل : عائد على مجموع اليهود والمنافقين وهو الأقرب . قوله : { لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً } الخ ، أي خوفهم منكم في السر ، أشد من خوفهم من الله الذي يظهرونه لكم ، وهذه الجملة كالتعليل لقوله : { لَيُوَلُّنَّ ٱلأَدْبَارَ } كأنه قال : إنهم لا يقدرون على مقابلتكم ، لأنكم أشد رهبة . قوله : { ذَلِكَ } أي ما ذكر من كون خوفهم من المخلوق ، أشد من خوفهم من الخالق . قوله : ( مجتمعين ) أشار بذلك إلى أن جميعاً حال . قوله : ( وفي قراءة جدر ) أي وهي سبعية أيضاً ، غير أن من قرأ جدار بالألف يلتزم الامالة في جدار ، وأما الصلة في بينهم بحيث يتولد منها واو ، فمن قرأ جداراً بدون أحد هذين الوجهين ، فقد قرأ بقراءة لم يقرأ بها أحد . قوله : { بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ } راجع لقوله : { لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً } الخ ، أي فعجزهم عن قتالكم ليس لضعف فيهم ، بل هم في غاية القوة من العدد والعدة ، وإنما يضعفون في حربكم للرعب الذي في قلوبهم منكم . قوله : ( متفرقة ) أي لعظم الخوف ، فقلوبهم لا توافق الأجسام ، بل فيها حيرة ودهشة . قوله : ( خلاف الحسبان ) حال أي خلاف ظنكم فيهم بمقتضى جميعة الصور . قوله : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ } إنما خص الأول بلا يفقهون ، والثاني بلا يعقلون ، لأن الأول متصل بقوله : { لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِّنَ ٱللَّهِ } وهو دليل على جهلهم بالله فناسبهمم عدم الفقة ، والثاني متصل بقوله : { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ } وهو دليل على عدم عقلهم ، إذ لو عقلوا لما تشتتت قلوبهم وتحيرت وامتلأت رعباً .