Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 110-111)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ } باستئناف مسوق لبيان أن خالق الهدى والضلال هو الله لا غيره ، فمن أراد له الهدى حول قلبه له ، ومن أراد الله شقاوته حول قلبه لها . قوله : { كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ } مرتبط بمحذوف قدره المفسر بقوله فلا يؤمنون ، والمعنى تحول قلوبهم عن الإيمان ثانياً ، كما حولناها أولاً عند نزول الآيات لو نزلت ، أي فهم لا يؤمنون على كل حال . قوله : { نَذَرُهُمْ } عطف على لا يؤمنون . قوله : { يَعْمَهُونَ } إما حال أو مفعول ثان ، لأن الترك بمعنى التصيير ، وعمه من باب تعب إذا ترددت متحيراً ، مأخوذ من قولهم أرض عمهاء ، إذا لم يكن فيها أمارات تدل على النجاة . قوله : { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ } هذه زيادة في الرد عليهم ، وتفصيل ما أجمل في قوله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون . قوله : ( كما اقترحوا ) أي طلبوا بقولهم : لولا أنزل علينا الملائكة ، وقولهم : فاتوا بآياتنا قوله : { كُلَّ شَيْءٍ } أي من أصناف المخلوقات ، كالوحوش والطيور . قوله : ( بضمتين جمع قبيل ) أي كنصيب ونصب ، وقضيب وقضب . قوله : ( أي فوجاً فوجاً ) تفسير لقبيل ، وأما قبلاً فمنعناه أفواجاً أفواجاً ، وعلى هذه القراءة فنصب قبلاً على الحال . قوله : ( وبكسر القاف وفتح الباء ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( أي معاينة ) أي فيقال فلان قبل فلان ، أي مواجهه ومعاينه وهو مصدر منصوب على الحال ، أي معاينين ومشافهين لكل شيء ، وصاحب الحال الهاء في عليهم . قوله : { مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ } جواب لو ، واللام في ليؤمنوا الجحود ، ويؤمنوا منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد لام الجهود ، وخبر كان محذوف تقديره ما كانوا أهلاً للإيمان . قوله : { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } قدر المفسر ( لكن ) إشارة إلى أن الاستثناء منقطع كما هو عادته ، وذلك لأن المشيئة ليست من جنس إرادتهم ، وقال بعضهم : إن الاستثناء متصل ، والمعنى ما كانوا ليؤمنوا في حال من الأحوال ، إلا في حالة مشيئة الله لهم بالإيمان . قوله : { يَجْهَلُونَ } ( ذلك ) أي يجهلون أن ظهور الآيات يوجب الإيمان ، لو لم تصحبه مشيئة الله ، وهو توبيخ لهم حيث أقسموا بالله جهد أيمانهم ، أنه إذا جاءتهم الآيات يؤمنون ، مع أنه سبق في علم الله شقاؤهم ، ومن هنا لا ينبغي ترك المشيئة والاعتماد على الأسباب ، فقد يوجد السبب ولا يوجد المسبب .