Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 112-113)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا } هذا تسلية لرسول الله على ما وقع منهم من العداوة ، والكاف داخلة على المشبه وهي بمعنى مثل . والمعنى مثل ما جعلنا لك أعداء من قومك ، جعلنا لكل نبي عدواً الخ ، فتسل ولا تحزن ، وجعل بمعنى صير ، فتنصب مفعولين : الأول { عَدُوّاً } مؤخراً ، والثاني { لِكُلِّ نِبِيٍّ } مقدم ، و { شَيَٰطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ } بدل ، وهذا ما درج عليه المفسر ، وقيل إن عدواً مفعول ثان ، وشياطين مفعول أول ، ولكن نبي متعلق بمحذوف حال من عدواً . قوله : { لِكُلِّ نِبِيٍّ } أي وإن لم يكن رسولاً ، ولذا ورد أن الكفار قتلوا في يوم واحد سبعين نبياً . قوله : ( مردة ) جمع ما رد وهو المتمرد المستعد للشر ، وقدم شياطين الإنس لأنها أقوى في الإيذاء ، قال ابن مالك بن دينار : إن شيطان الإنس أشد علي من شيطان الجن ، وذلك إذا تعوذت بالله ذهب عني شيطان الجن ، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي . وقال الغزالي : كن من شياطين الجن في أمان ، واحذر من شياطين الإنس ، فإن شياطين الإنس أراحوا شياطين الجن من التعب . وهذا على أن المراد شياطين من الإنس وشياطين من الجن ، وقيل إن الشياطين كلهم من إبليس ، وذلك أنه فرق أولاده فرقتين . ففرقة توسوس للإنس ، وتسمى شياطين الإنس ، وفرقة توسوس لصلحاء الجن ، وتسمى شياطين الجن ، وكل صحيح . قوله : { يُوحِي بَعْضُهُمْ } أي وهو شيطان الجن ، وقوله : { إِلَىٰ بَعْضٍ } أي وهو شيطان الإنس ، قال تعالى : { كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ } [ الحشر : 16 ] . قوله : ( من الباطل ) بيان لزخرف القول ، وأشار به إلى أن المراد بالزخرف المموه الظاهر الفاسد الباطل . قوله : ( أي ليغروهم ) أشار بذلك إلى أن قوله : { غُرُوراً } مفعول لأجله . قوله : { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ } مفعول شاء محذوف تقديره عدم فعله . قوله : { وَمَا يَفْتَرُونَ } ما اسم موصول أو نكرة موصوفة ، وجملة يفترون صلة أو صفة ، والعائد محذوف تقديره فذرهم والذي يفترونه ، أو مصدرية والتقدير فذرهم وافتراءهم . قوله : ( وهذا قبل الأمر بالقتال ) أي فهي منسوخة . قوله : ( عطف على غروراً ) أي فاللام للتعليل ، وما بين الجملتين اعتراض ، والتقدير يوحي بعضهم إلى بعض للغرور قوله : { وَلِيَرْضَوْهُ } أي يحبوه لأنفسهم . قوله : ( من الذنوب ) بيان لما ، وقوله : ( فيعاقبوا ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، والتقدير وليقترفوا عقاب ما هم مقترفون . قوله : ( لما طلبوا ) ( أن يجعل بينه وبينهم حكماً ) أي من أحبار اليهود ، أو من أساقفة النصارى ، ليخبرهم بما في كتابهم من أوصاف النبي وأمره