Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 127-127)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ } الجار والمجرور خبر مقدم ، ودار السلام مبتدأ مؤخر ، والجملة يحتمل أن تكون مستأنفة واقعة في جواب سؤال مقدر تقديره وما جزاء من ينتفع بالذكرى ، فأجاب بقوله لهم دار السلام ، ويحتمل أن يكون حالاً من القوم أو صفة لهم ، والتقدير قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون ، حال كونهم لهم دار السلام ، أو موصوفين بكونهم لهم دار السلام . قوله : ( أي السلامة ) أي من جميع المخاوف والمكاره ، لأن بدخولها يحصل الأمن التام من جميع المكاره حتى الموت ويصح المراد بالسلام التحية الواقعة من الله والملائكة ، قال تعالى : { تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } [ إبراهيم : 23 ] وقال : { وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم } [ الرعد : 23 - 24 ] وقال : { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً * إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } [ الواقعة : 25 - 26 ] . قوله : ( وهي الجنة ) أشار بذلك إلى أن المراد بدار السلام ما يعمل باقي الجنان ، وليس المراد خصوص الدار المسماة بدار السلام . قوله : { عِندَ رَبِّهِمْ } العندية عندية شرف ، بمعنى أنها منسوبة لله خاصة وليس لأحد فيها منة ، أو المعنى من دخلها كان في حضرة ربه ، لا يشهد شيئاً سواه ، ولا يحجب بنعيمها عن مولاه ، بل كلما ازداد من الجنة نعيماً ، ازداد قرباً من الله ، وزالت الحجب عن قلبه بخلاف الدنيا ، إذا اشتغل بشيء من زينتها بعد عن الله ، فلكلما ازداد فيها شغلاً ، ازداد فيها بعداً عن الله ، فلا يخلص منها إلا من جاهد نفسه وخرج عن هواه . قوله : { وَهُوَ وَلِيُّهُمْ } الجملة حالية ، والمعنى ناصرهم ومتولي أمورهم ، وقوله : { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الباء سببية وما مصدرية ، والتقدير بسبب عملهم السابق ، تولاهم وأدخلهم حضرة قربه .