Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 128-129)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ } يوم ظرف معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله اذكر . قوله : ( بالنون والياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي الله ) تفسير للضمة على قراءة الياء والنون على القراءة الأخرى . قوله : ( الخلق ) أي جميع الحيوانات عقلاء وغيرهم . قوله : { جَمِيعاً } توكيد للضمير أو حال منه . قوله : { يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ } معمول المحذوف قدره المفسر بقوله : ( ويقال لهم ) وليس معمولاً لنحشرهم بل هما جملتان ، وهذا الخطاب بعد جمع الخلائق في الموقف ، وتصيير غير العاقل تراباً ، وقوله : { يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ } المعشر الجماعة والجمع معاشر ، والمراد بالجن الشياطين . قوله : { قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ } السين والتاء لتأكيد الكثرة . قوله : ( باغوائكم ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، والتقدير قد استكثرتم من إغواء الإنس . قوله : { وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلإِنْسِ } لعل وجه الاقتصار على كلام الإنس ، الإشارة إلى أن الجن بهتوا فلم يردوا جواباً ، وقوله من الإنس في محل نصب على الحال . قوله : { رَبَّنَا } منادى حذف منه حرف النداء . قوله : ( انتفع الإنس بتزيين الجن لهم الشهوات ) أي التي تنوعت فيها الإنس من سحر وكهانة ، ودعوى ألوهية ، ودعوى نبوة ، وسائر الأديان والعقائد الباطلة ، ومن ذلك كان الرجل في الجاهلية ، إذا سافر فنزل بأرض فقراء ، خاف على نفسه من الجن فقال : أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيبيت في جوارهم . قوله : ( بطاعة الإنس لهم ) أي في هذه الأمور المزينة ، فاستمتاع الجن بالإنس بالسلطنة التي تولوها عليهم حيث امتثلوا أوامرهم ، وكانوا من حزبهم ودخلوا في جاههم . قوله : { ٱلَّذِيۤ أَجَّلْتَ لَنَا } أي الذي قدرته لنا . قوله : ( وهذا تحسر منهم ) أي ما وقع منهم من تلك المقالة تحسر وتحزن على ما سلف منهم ، من طاعة الشيطان واتباع الهوى قوله : ( على لسان الملائكة ) مرور على القول بأن الله لا يكلمهم يوم القيامة أصلاً . قوله : { خَٰلِدِينَ فِيهَآ } حال من الكاف في مثواكم . قوله : ( من الأوقات التي يخرجون فيها ) تبع المفسر في ذلك شيخه الجلال المحلي في تفسير الصافات ، وهو مخالف لظاهر قوله تعالى : { يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ ٱلنَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا } [ المائدة : 37 ] والأحسن أن يقال إلا ما شاء الله من الأوقات التي ينقلون في فيها من النار إلى الزمهرير ، فينقلون من عذاب النار ، ويدخلون وادياً فيه الزمهرير ، وهو شدة البرد ، ما يقطع بعضهم من بعض ، فيطلبون الرد إلى الجحيم ، كما ذكر في حواشي البيضاوي . قوله : ( لشرب الحميم ) أي وهو ماء شديد الحرارة يقطع الأمعاء ، وذلك حين يستغيثون من شر النار ، يطلبون الماء ليبرد عنهم تلك الحرارة ، قال تعالى : { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ } [ الكهف : 29 ] . وقوله : ( وعن ابن عباس الخ ) أي فيحمل على من مات مؤمناً وهو مصر على المعاصي ، ونفذ فيه الوعيد ، ويكون المراد من النار دار العذاب ، وإن لم تكن دار خلود كجهنم لعصاة المؤمنين . قوله : { حَكِيمٌ } ( في صنعه ) أي يضع الشيء في محله . قوله : { عَليمٌ } ( بخلقه ) أي فيجازي كلاً من عمله . قوله : { نُوَلِّي } أي نسلط ونؤمر . قوله : { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون } الباء سببية ، وما مصدرية ، والمعنى كما متعنا الإنس والجن بعضهم ببعض ، نسلط بعض الظالمين على بعض ، بسبب كسبهم من المعاصي ، فيؤخذ الظالم بالظالم ، لما في الحديث " ينتقم الله من الظالم بالظالم ثم ينتقم من كليهما " ولما في الحديث أيضاً " كما تكونوا يولي عليكم " ومن هذا المعنى قول الشاعر :