Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 131-134)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ذٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ } اسم الاشارة مبتدأ ، وأن لم يكن خبره ، واللام محذوفة ، وأن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن كما قال المفسر ، والتقدير ذلك ثابت لأنه لم يكن الخ . قوله : { لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ } أي لغلبة رحمته ، لا ينزل العذاب على من خالف وعصى ، حتى يتكرر عليهم الإنذار والتخويف . قوله : { بِظُلْمٍ } ( منها ) الباء سببية ، وقدر المفسر قوله منها إشارة إلى أن الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من القرى ، والمعنى لم يكن مهلك أهل القرى بسبب وقوع ظلم منها ، والحال أن أهلها لم يرسل لهم رسول . قوله : ( من العاملين ) أي طائعين أو عاصين . قوله : ( جزاء ) دفع بذلك ما يقال إن الدرجات بالجيم للطائعين فينا في العموم المتقدم . فأجاب بأن المراد بالدرجات الجزاء ، وهو صادق بالدرجات والدركات . وأجيب أيضاً : بأن في الكلام اكتفاء أي ودركات على حد سرابيل تقيكم الحر أي والبرد . قوله : ( بالياء والتاء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ } هذا مرتب على ما قبله ، جواب عما يقال حيث كان لكل من الطائعين والعاصين جزاء لا مفر لهم منه ، فما وجه إمهالهم وعدم تعجيل ذلك لهم ؟ فأجاب : بأنه الغني ، فلا ينتفع بطاعة الطائع ، ولا تضره معصية العاصي ، وربك مبتدأ ، والغني خبره ، و { ذُو ٱلرَّحْمَةِ } خبر ثان ويصح أن يكون الغني وذو الرحمة صفتين له ، وجملة : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } خبره . قوله : { ذُو ٱلرَّحْمَةِ } أي من أحل ذلك بقاء الخلق من غير استئصال الهلاك لهم . قوله : ( بالإهلاك ) أي جملة واحدة ، بحيث لم يبق منهم أحد كعاد وثمود . قوله : { وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ } أي ينشئ ويوجد بعد إذهابكم ما يشاء . قوله : { مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } أي وهم أهل سفينة نوح وذريتهم من بعدهم من القرون إلى زمنكم . قوله : ( ولكنه أبقاكم رحمة لكم ) أي لوجود نبيكم ، لأنه بعث رحمة لا عذاباً . قوله : ( من الساعة ) بيان لما . قوله : { لآتٍ } خبر إن مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين كقاض . قوله : { وَمَآ أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } أي فارين من عذابنا ، بل هو مدرككم لا محالة .