Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 19-21)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلِ ٱللَّهُ } مبتدأ خبره محذوف أي أكبر شهادة . وقوله : { شَهِيدٌ } خبر لمحذوف قدره المفسر فالكلام جملتان ، ويحتمل أن الله مبتدأ خبره شهيد ، فالكلام جملة واحدة . قوله : { شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } المراد بشهادة الله إظهار المعجزات على يده ، فإن المعجزات منزلة منزلة قول الله صدق عبدي في كل ما يبلغ عني . قوله : { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ } هذا دليل لشهادة الله ، والمعنى أن الله شهيد ، لأن القرآن ناطق بالحجة القاطعة ، وهو من عنده فلا يرد كيف اكتفى منه عليه الصلاة والسلام بقوله الله شهيد ، مع أن ذلك لا يكفي من غيره الاقتصار على الإنذار لأن الكلام مع الكفار ، وبنى أوحى للمجهول للعلم بفاعله . قوله : ( عطف على ضمير أنذركم ) أي { وَمَن } موصولة ، و { بَلَغَ } صلتها ، والتقدير وأنذر الذي بلغه القرآن . ( من الإنس والجن ) أي إلى يوم القيامة ، وفيه دلالة على عموم رسالته ، واستمرارها من غير ناسخ إلى يوم القيامة . قوله : { أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ } اللام لام ابتداء زحلقت الخبر . قوله : ( استفهام إنكاري ) أي والمعنى لا يصح منكم هذه الشهادة لأن المعبود واحد . قوله : { قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } إنما أداة حصر ، وما كافة ، وهو مبتدأ ، وإله خبره ، وواحد صفته ، وهو زيادة في الرد عليهم ، وهو من حصر المبتدأ في الخبر . قوله : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أي اليهود والنصارى ، فالمراد بالكتاب التوراة والإنجيل . قوله : ( أي محمداً ) تفسير للضمير في { يَعْرِفُونَهُ } ، ويصح أن يرجع الضمير للقرآن أو لجميع ما جاء به رسول الله من التوحيد وغيره . قوله : { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ } أي معرفة كمعرفتهم لأبنائهم ، وهذا من التنزلات الربانية ، وإلا فهم يعرفونه أشد من معرفتهم لأبنائهم لما روي أن عمر بن الخطاب سأل عبد الله ابن سلام بعد إسلامه عن هذه المعرفة ، فقال : يا عمر لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني ، ولأنا أشد معرفة بمحمد مني بابني ، فقال عمر : كيف ذلك ؟ فقال أشهد أنه رسول الله حقاً ولا أدري ما تصنع النساء . قوله : { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } مبتدأ والجملة نعت للذين آتيناهم الكتاب ، ويؤيده قول المفسر منهم . قوله : { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } خبر المبتدأ وقرن بالفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط وهو العموم ، والمعنى أن من سبق في علم الله خسرانه ، فلا يتأتى له الإيمان في الدنيا ، وذلك أن الله جعل لكل إنسان منزلاً في الجنة ومنزلاً في النار ، وقد علمت مما تقدم أن المؤمن واحد من ألف ، فتكون منازل الكفار التي يرثها المؤمنون في الجنة لكل واحد تسعمائة منزل وتسعة وتسعون تضم لمنزلته ، ومنازل المؤمنين التي تركت لأهل النار منزل من ألف يزاد لهم ، فيؤخذ منه أن الجنة واسعة جداً ، وأن النار ضيقة جداً لا سيما مع عظم جسم الكافر فيها ، حيث يكون ضرسه كأحد . قال تعالى { وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ } [ آل عمران : 133 ] وقال تعالى : { وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ } [ الفرقان : 13 ] . قوله : ( به ) أي بمحمد أو بالله أو بالقرآن أو بما جاء به محمد . قوله : ( أي لا أحد ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي ، والمعنى ليس أحد أظلم ممن فعل واحداً من الأمرين الافتراء والتكذيب ، فما بالك بمن جمع بينهما كالمشركين وأهل الكتاب ، فإن كلاً منهما وقع منه الأمران . قوله : { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ } أي لا يفوزون بمطلوبهم . وقوله : ( بذلك ) أي بسبب ما ذكر وهو الافتراء أو التكذيب .