Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 22-24)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ } ظرف متعلق بمحذوف قدره المفسر ، والضمير في نحشرهم عائد على الخلق مسلمهم وكافرهم ، ويصح عوده على المشركين ، فقوله بعد ذلك { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } محل الإضمار زيادة في التشنيع عليهم . قوله : { جَمِيعاً } حال من ضمير نحشرهم . قوله : { ثُمَّ نَقُولُ } أتى بثم إشارة إلى أن السؤال بعد الحشر ، والحشر يطول على الكفار قدر خمسين ألف سنة والمقصود من ذلك ردعهم وزجرهم لعلهم يؤمنون في الدنيا فتأمنون من ذلك اليوم وهوله ، والقول إن كان على ألسنة الملائكة فظاهر ، وإن كان من الله مباشرة وورد علينا قوله تعالى : { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } [ البقرة : 174 ] وقد يجاب بأن المعنى لا لا يكلمهم كلام رضا ورحمة . قوله : { أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ } إن قلت : مقتضى هذه الآية أن الشركاء ليسوا أنهم حاضرون معهم ، ومقتضى قوله تعالى { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ } [ الصافات : 22 - 23 ] أنهم حاضرون معهم ، فكيف الجمع بينهما ؟ أجيب بأن السؤال واقع بعد التبري الكائن من الجانبين ، وانقطاع ما بينهم من الأسباب والعلائق وأضيفوا لهم ، لأن شركتها بتسميتهم وتقولهم . قال تعالى : و { مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ } [ يوسف : 40 ] الآية . قوله : ( أنهم شركاء لله ) قدره إشارة إلى أن مفعولي { تَزْعُمُونَ } محذوفان ، وهذه الجملة سدت مسدهما . قوله : ( بالتاء والياء ) فعلى قراءة التاء يصح رفع { فِتْنَتُهُمْ } اسم تكن ، و { إِلاَّ أَن قَالُواْ } خبرها ونصبها خبر تكن مقدم ، وإلا أن قالوا اسمها مؤخر ، ويتعين جر { رَبِّنَا } وعلى قراءة الياء إلا نصب فتنتهم خبر يكن مقدم ، وإلا أن قالوا اسمها مؤخر ، ويتعين نصب ربنا ، فالقراءات ثلاث وكلها سبعية ، خلافاً لما توهمه المفسر . قوله : ( أي معذرتهم ) أي جوابهم ، وسماه فتنة لأنه كذب محض لا نفع به ، بل به الفضائح . قوله : { مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } إن قلت : كيف الجمع بين ما هنا وبين قوله ولا يكتمون الله حديثاً . قلت : أولا ينكرون الإشراك ويحلفون على عدم وقوعهم منهم ، ثم يستشهد الله الأعضاء فتنطق الجوارح ، فحينئذ يودون لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً ، فهم أولاً يظنون أن إنكارهم نافع ، فحين تشهد أعضاؤهم يتمنون أن لو كانوا أتراباً ولم يكتموا شيئاً . قوله : { عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } إنما نسبه لهم وإن كان في الحقيقة كذباً على الله ، لأن ضرره عاد إليهم . قوله : ( من الشركاء ) بيان لما .