Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 25-27)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } سبب نزولها : أنه اجتمع أبو سفيان وأبو جهل والوليد بن المغيرة والنضر بن الحرث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف والحرث بن عامر ، يستمعون القرآن فقالوا للنضر : يا أبا قتيبة ما يقول محمد ؟ قال ما أدري ما يقول ، غير أني أراه يحرك لسانه ويقول أساطير الأولين ، مثل ما كنت أحدثكم عن القروض الماضية ، وكان النضر كثير الحديث عن القروض الماضية وأخبارها ، فقال أبو سفيان : إني أرى بعض ما يقول حقاً ، فقال أبو جهل : كلا لا نقر بشيء من هذا ، وفي رواية الموت أهون علينا من هذا . وأفرد يستمع مراعاة للفظ من ، وسيأتي في يونس مراعاة معناه ، والحكمة في مراعاة لفظها هنا ، أن ما هنا في قوم قليلين ، وفيما يأتي في الكفار جميعاً . قوله : { أَكِنَّةً } جمع كنان وهو الوعاء الجامع الذي يحفظ فيه الشيء ويجمع على أكنان ، والمراد بها هنا الغطاء الساتر . قوله : ( فلا يسمعونه ) أي القرآن . قوله : { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوكَ } حتى ابتدائية . وقوله : { يُجَٰدِلُونَكَ } حال من الواو في جاؤوك . وقوله : { يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } جواب إذا . قوله : ( كالأضاحيك ) جمع أضحوكة بالضم ، وكذا ( الأعاجيب ) أي فالمشهور أن أساطير في جمعه ومفرده كالأضاحيك والأعاجيب . قوله : { هُمْ يَنْهَوْنَ } أي الكفار ينهون عن اتباع النبي ، أو عن سماع القرآن . قوله : ( أي عن اتباع النبي ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : ( وقيل نزلت في أبي طالب ) أي وعليه فجمع الضمير باعتبار اتباعه . قوله : ( كان ينهى عن أذاه ) أي وكان يخاطب النبي عليه الصرة والسلام بقوله : @ ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة حتى أوسد في التراب رهينا @@ وهذا القول لابن عباس وعمرو بن دينار وسعيد بن جبير ، والقول بأنها نزلت في المشركين لجماعة منهم الكلبي والحسن ، والأقرب لسياق ما قبلها وما بعدها المعنى الأولى فتأمل . قوله : ( بذلك ) أي بإهلاكهم أنفسهم . قوله : { وَلَوْ تَرَىٰ } المقصود من ذلك حكاية ما سيقع من الكفار يوم القيامة وتسلية للنبي وأصحابه ، والمعنى لو تبصر بعينك يا محمد ما يقع لهؤلاء في الآخرة ، لرأيت أمراً عظيماً تتسلى به عن الدنيا ، فالخطاب لسيدنا محمد كما قال المفسر . إن قلت : هذا يقتضي أن رسول الله لم يطلع على ذلك ، مع أنه لم يخرج من الدنيا حتى أحاط بوقائع الدنيا والآخرة . أجيب : بأن هذا قبل إعلام الله له بالآخرة . وأجيب أيضاً بأن الخطاب له والمراد غيره ، ورأى إما بصرية وهو الأقرب أو قلبية ، والمعنى لو صرفت فكرك الصحيح في تدبير حالهم لازددت يقيناً ، ولو يحتمل أنها حرف امتناع ، فيكون قوله ترى بمعنى رأيت ، وإذ على بابها من المعنى ، فيكون عبر بالماضي لتحقق الحصول ، ويحتمل أنها بمعنى إن الشرطية وإذ بمعنى إذا ، فيكون مستقبلاً ، والأقرب الأول . قوله : ( للتنبيه ) أي لدخولها على الحرف . قوله : { لَيْتَنَا نُرَدُّ } ليت حرف تمن ، ونا اسمها ، وجملة نرد خبرها ، قوله : ( برفع الفعلين استئنافاً ) أي واقع في جواب سؤال مقدر تقديره ماذا تفعلون لو رددتم ، فقوله { وَلاَ نُكَذِّبَ } خبر محذوف تقديره ونحن لا نكذب ، وكذا قوله { وَنَكُونَ } . قوله : ( وبنصبهما في جواب التمني ) أي بأن مضمرة بعد واو المعية ، أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر معطوف على مصدر مصيد من الكلام السابق ، وتقدير الكلام فقالوا نتمنى على الله ردنا مع عدم تكذيب منا وحصول إيمان . قوله : ( ورفع الأول ) أي على الاستئناف , وقوله : ( ونصب الثاني ) أي بأن مضمرة وجوباً بعد واو المعية في جواب التمني ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر معطوف على مصدر مصيد من الكلام السابق ، تقديره نتمنى على الله مع كوننا من المؤمنين ، وجملة ولا نكذب معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه ، فهذه قراءات ثلاث وكلها سبعية ، وقرئ شذوذاً بنصب الأول ورفع الثاني وتوجيهه كما علمت . قوله : ( للإضراب ) أي الإبطالي ، والمعنى ليس الأمر كما قالوا من أنهم لو ردوا لآمنوا ، بل إنما حملهم على ذلك فضيحتهم بشهادة أعضائهم .