Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 33-34)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَدْ نَعْلَمُ } المقصود من هذه الآية وما بعدها تسلية النبي صلى الله عليه وسلم على ما وقع من الكفار من التكذيب وغيره ، وتهديد لهم لعلهم يرجعون ، وقد للتحقيق ، نظير قوله تعالى { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ } [ الأحزاب : 18 ] . قوله : { إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ } بكسر الهمزة لدخول اللام المعلقة لنعلم عن العمل في حيزها ، قال ابن مالك : @ وكسروا من بعد فعل علقا باللام كاعلم إنه لذو تبقى @@ وإن حرف توكيد ، والهاء اسمها ، واللام لام الابتداء زحلقت للخبر لئلا يتوالى حرفاً تأكيد ، ويحزنك خبرها ، { ٱلَّذِي } فاعل يحزن و { يَقُولُونَ } صلتها ، والعائد محذوف تقديره يقولونه ، والجملة من إن واسمها وخبرها في محل نصب سدت مسد مفعولي نعلم ، فإن التعليق إبطال العمل لفظاً لا محلاً كما هو مقرر . قوله : { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ } الفاء للتعليل ، والمعنى لا تحزن من تكذيبهم لك ، واصبر ولا تكن في ضيق مما يمكرون ، فإنهم لا يكذبونك في الباطن ، بل ويعتقدون صدقك ، وإنما تكذيبهم عناد وجحود . قوله : ( في السر ) دفع بذلك ما يقال إن بين ما هنا وبين قوله : { وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } تنافياً ، وحاصل الجواب أن المنفي التكذيب في السر ، والمثبت التكذيب في العلانية . قوله : ( وفي قراءة بالتخفيف ) أي مع ضم الياء وسكون الكاف وهي سبعية أيضاً . قوله : ( أي لا ينسبونك إلى الكذب ) هذا يناسب كلاً من القراءتين ، والمعنى لا يعتقدون تكذيبك باطناً ، ولذا قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا لا نكذبك ، ولكن نكذب الذي جئت به . قوله : ( وضعه موضع المضمر ) أي زيادة في التقبيح والتشنيع عليهم . قوله : { يَجْحَدُونَ } الجحد الإنكار مع العلم ، والمعنى أنهم أنكروا آيات الله مع علمهم بأن ما جاء به صدق . قوله : ( يكذبونك ) أي في العلانية قوله : ( فيه تسلية ) وذلك لأن البلوى إذا عمت هانت . قوله : { فَصَبَرُواْ } الفاء سببية ، وصبروا معطوف على { كُذِّبَتْ } . قوله : { عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ } متعلق بصبروا ، والمعنى صبروا على تكذيبهم . قوله : { وَأُوذُواْ } يصح عطفه على كذبت ، والمعنى كذبت وأوذوا فصيروا ، والمعنى صبروا على تكذيبهم وإيذائهم . قوله : { حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا } غاية في الصبر ، والمعنى غاية صرهم نصر الله لهم . قوله : ( مواعيده ) أي مواعيد الله بالنصر ، قال تعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ } [ الصافات : 171 - 172 ] ، وقال تعالى : { كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيۤ } [ المجادلة : 21 ] . قوله : { وَلَقدْ جَآءَكَ } اللام موطئة لقسم محذوف ، وجاء في فعل ماض ، والفاعل محذوف يعمل من السياق قدره المفسر بقوله ما يسكن به قلبك ، وقوله { مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ } بيان للمحذوف ، ويحتمل أن من زائدة على مذهب الأخفش ونبأ المرسلين فاعل ، ويحتمل أن من اسم بمعنى بعض هي الفاعل ، والمعنى وقد جاءك بعض أخبار المرسلين الذين كذبوا أوذوا فصبروا ، فتسل ولا تحزن فإن الله ناصرك كما نصرهم .