Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 3-5)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَهُوَ ٱللَّهُ } مبتدأ وخبر ، والضمير عائد على المتصف بالأوصاف المتقدمة ، و { فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلأَرْضِ } متعلق بوصف تضمنه ذلك اعلم ، لأن الله موضوع للذات الواجبة الوجود المستحقة لجميع المحامد ، فيكون المعنى والله المستحق للعبادة في السماوات الخ ، وهذا ما درج عليه المفسر ، وبذلك يجاب عن آية ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) وقيل متعلق بنعت محذوف تقديره وهو الله المعبود في السماوات الخ ، على حد قول ابن مالك : ومن المنعوت والنعت عقل . يجوز حذفه . وقيل متعلق بيعلم والتقدير : يعلم سركم في السماوات والأرض وقيل متعلق بسركم وجهركم ، ولكن يلزم عليه تقديم معمول المصدر عليه ، إلا أن يقال يغتفر في الظروف والمجرورات ما لا يغتفر في غيرها . قوله : { وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } إن قلت إن الكسب لا يخرج عن السر والجهر والعطف يقتضي المغايرة أجيب : بأن المراد بالكسب ما يترتب عليه من الثواب والعقاب ، والمعنى يعلم أفعالكم وأقوالكم السرية والجهرية ، ويعلم جزاءها من ثواب وعقاب . قوله : { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ } كلام مستأنف بيان لزيادة قبحهم وكفرهم بعد ظهور الآيات البينات . قوله : { مِّنْ آيَٰتِ رَبِّهِمْ } من تبعيضية والآيات يحتمل أن يكون المراد بها القرآن ، فإتيانها نزولها على رسول الله وعليه اقتصر المفسر أو الكونية كالمعجزات فالمراد بإتيانها ظهورها ، والأحسن أن يراد ما هو أعم . قوله : { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } الجملة حالية من الضمير في تأتيهم ، وقوله معرضين ضمنه معنى غافلين فعداه بعن ، وإلا فالإعراض بمعنى الترك لا يتعدى بعن . قوله : { فَقَدْ كَذَّبُواْ } تفريع على ما قبله وتفصيل لبعضه . قوله ( بالقرآن ) أي وغيره من بقية المعجزات . قوله : { لَمَّا جَآءَهُمْ } ظرف لقوله كذبوا . قوله : { فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ } وعيد عظيم مرتب على تكذيبهم وهو لا يتخلف ، لأن وعيد الكفار وعد حسن للمؤمنين فهو وعد باعتبار ، ووعيد باعتبار آخر فعدم تخلفه باعتبار كونه وعداً ، قال تعالى { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ } [ الروم : 47 ] . قوله : { أَنْبَاءُ } جمع نبأ وهو الخبر العظيم المزعج ، وجمعه إشارة إلى تكرر الجزاء لهم في الدنيا ويوم القيامة . قوله : { مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } ما اسم موصول وكانوا صلته ، والمعنى فسوف يأتيهم جزاء الذي كانوا يستهزؤون به في العاجل بالقتل والأسر ، والآجل بالعذاب الدائم في النار .