Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 40-43)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ } ( يا محمد ) أي على سبيل التخويف والتوبيخ على الكفر بالله . قوله : ( أخبروني ) هكذا فسرت الرؤية في هذه الآية ونظائرها بالإخبار ، والأصل في الرؤية العلم أو الإبصار ، فأطلق العلم أو الإبصار ، وأريد لازمه وهو الإخبار ، لأن الإنسان لا يخبر بما علمه أو أبصره ، واستعملت الهمزة التي هي في الأصل لطلب العلم أو الإبصار في طلب الإخبار ففيه مجازان ، ورأى فعل ماض ، والتاء فاعل ، والكاف مفعول أول على حذف مضاف ، والجملة الاستفهامية في محل المفعول الثاني ، والتقدير أرأيتم عبادتكم غير الله هل تنفعكم ، والمعنى أخبروني يا أهل مكة ، إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة بسرعة ، أتدعون إلهاً غير الله يكشف عنكم ما نزل بكم ، وجواب الاستفهام لا يدعون غير الله ، فإذا كان كذلك فهو أحق بأن يفرد بالعبادة . قوله : { إِنْ أَتَـٰكُمْ } جواب الشرط محذوف تقديره فمن تدعوه . قوله : ( في الدنيا ) أي كالصاعقة والصيحة . قوله : ( المشتملة عليه ) أي على العذاب ، لأن الكافر لا يشاهد من حين موته إلا العذاب الدائم ، وأسهله خروج الروح . قوله : ( بغتة ) أي سرعة . قوله : { أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ } الهمزة للاستفهام الإنكاري وغير معمول لتدعون وهو صفة لموصوف محذوف والتقدير أتدعون إلهاً غير الله . قوله : ( فادعوها ) قدره إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف . قوله : { بَلْ إِيَّاهُ } اضراب انتقالي عن النفي الذي علم من الاستفهام . قوله : ( في الشدائد ) أي كالمرض والفقر وغير ذلك . قوله : { إِنْ شَآءَ } جوابه محذوف لفهم المعنى ودلالة ما قبله عليه ، أي إن شاء أن يكشفه كشفه ، وإن لم يشأ كشفه فلا يكشفه ، فليست إجابة الدعاء وعداً لا يخلف ، وهذا مخصوص بدعاء الكفار ، وأما دعاء المؤمنين فهو مجاب بالوعد الذي لا يخلف ، لكن على ما يريد الله ، إما بعين المطلوب أو بغيره ، فلا منافاة بين ما هنا وبين قوله تعالى : { ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [ غافر : 60 ] . قوله : { وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ } أي حين نزول الشدائد بهم لا يلتفتون إلى أصنامهم ، بل لا يدعون إلا الله . قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ } هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله : ( فكذبوهم ) قدره إشارة إلى أن قوله { فَأَخَذْنَٰهُمْ } مرتب على محذوف . قوله : { يَتَضَرَّعُونَ } من التضرع وهو التذلل والخضوع . قوله : ( فهلا ) أشار بذلك إلى أن لولا للتحضيض . قوله : ( أي لم يفعلوا ذلك ) أي التضرع ، وأشار بذلك إلى أن التحضيض بمعنى النفي . قوله : ( مع قيام المقتضى له ) أي وهو البأساء والضراء . قوله : { وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ } أي لم يقع منهم تضرع ولا خضوعـ بل ظهر منهم خلاف ذلك بسبب قسوة قلوبهم . قوله : ( فلم تلن للأيمان ) أشار إلى أن القسوة نشأ عنها المفر ، كما أن التضرع ينشأ عنه الإيمان . قوله : { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ } أي الذين كانوا يعملونه أو عملهم . قوله : ( فأصروا عليها ) أي على المعاصي ، ولم يتعظوا بما نزل بهم من البأساء والضراء . قوله : ( بالتخفيف والتشديد ) أي فهما قراءتان سبعيتان .