Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 88-90)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَوْ أَشْرَكُواْ } ( فرضاً ) أشار بذلك إلى الشرك مستحيل عليهم ، فلو غير مقتضية للوقوع أو هو خطاب لهم والمراد غيرهم . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ } أي الأنبياء المتقدمون وهم الثمانية عشر . قوله : ( الحكمة ) أي العلم النافع أي المراد بالحكم الفصل بين الناس والقضاء بينهم . قوله : { فَقَدْ وَكَّلْنَا } أي وفقنا وأعددنا للقيام بحقوقها ، وهذا التعليل لجواب الشرط محذوف تقديره فلا ضرر عليك لأننا قد ولكنا الخ ، وفي هذه وعد من الله بنصره وإظهار دينه . قوله : { لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } أي بل هم مستمرون على الإيمان بها ، والمعنى لا تحزن يا محمد على كفر أهل مكة ، فإن من كفر منهم وباله على نفسه ، وأما آيات الله فقد جعل لها أهلاً يؤمنون بها ويعملون إلى يوم القيامة . قوله : ( من التوحيد الخ ) دفع ذلك ما يقال إن هذه الآية تقتضي أن رسول الله تابع لغيره من الأنبياء ، مع أن شرعه ناسخ لجميع الشرائع ، وأن كلهم ملتمسون منه ، فأجاب بأن الاقتداء في التوحيد الصبر على الأذى ، لا في فروع الدين . قوله : ( وفقاً ووصلاً ) أما الوقف فظاهر ، وأما الوصل فإجراء له مجرى الوقف ، قال ابن مالك : @ وربما أعطى لفظ الوصل ما للوقف نثراً وفشا منتظماً @@ قوله : ( الإنس والجن ) أي ففي الآية دليل على عموم رسالته للعالمين إلى يوم القيامة ، وقد احتج العلماء بهذه على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وبيانه أن جميع خصال الكمال وصفات الشرف كانت متفرقة فيهم ، فكان نوح صاحب احتمال أذى على قومه وإبراهيم صاحب كرم وبذل مجاهدة في سبيل الله عز وجل ، وإسحاق ويعقوب وأيوب وأصحاب صبر على البلاء والمحن ، وداود وسليمان أصحاب شكر على النعم ، ويوسف جمع بين الصبر والشكر ، وموسى صاحب الشريعة الظاهرة والمعجزات الباهرة ، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس من أصحاب الزهد في الدنيا ، واسماعيل صاحب صدق الوعد ، ويونس صاحب تضرع وإخبات ، قم إن الله أمر نبيه أن يقتدي بهم في جميع تلك الخصال المحمودة المتفرقة فيهم ، فثبت بهذا أنه أفضل الأنبياء لما اجتمع فيه من هذه الخصال والله أعلم 1 هـ من الخازن . لكن قد يقال إن المزية لا تقتضي الأفضلية ، ولذا قال أشياخنا المحققون إنه وإن كان جامعاً لجميع ما تفرق في غيره ، لتفضيله من الله لا بتلك المزايا ، فقد فاقهم فضلاً ومزايا . بين آدم ونوح ألف ومائة سنة وعاش آدم تسعمائة وستين سنة وكان بن إدريس ونوح ألف سنة ، وبعث نوح لأربعين سنة ، ومكث في قومه ألف سنة إلا خمسين ، وعاش بعد الطوفان ستين سنة ، وقيل بعث نوح وهو ابن ثلاثمائة وخمس وخمسين ، وإبراهيم ولد على رأس ألفي سنة من آدم ، وبينه وبين نوح عشرة قرون ، وعاش إبراهيم مائة وخمساً وسبعين ، وولده إسماعيل عاش مائة وثلاثين سنة ، وكان له حين مات أبوه تسع وثمانون سنة ، وأخوه إسحاق ولد بعده بأربع عشر سنة ، وعاش مائة وثمانين سنة ، ويعقوب بن إسحاق عاش مائة وسبعا وأربعين ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق عاش مائة وعشرين سنة ، وبينه وبين موسى أربعمائة سنة ، وبين موسى وإبراهيم خمسمائة وخمس وستون سنة ، وولده سليمان عاش نيفاً وخمسين سنة ، وبينه وبين مولد النبي صلى الله عليه وسلم نحو ألف وسبعمائة سنة ، وأيوب عاش ثلاثاً وستين سنة ، وكانت مدة بلائه سبع سنين انتهى من التحبير في علم التفسير للسيوطي .