Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 6-9)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى } معمول لمحذوف تقديره ( اذكر ) وإنما كررت قصة موسى وعيسى ، بل وقصة غيرهما ، لأن المقصود الاتعاظ ودوامه ، فإذا ذكر الشيء أولاً وثانياً ، كان المقصود منه دوام تذكره والاعتبار به ، قرناً بعد قرن ، وجيلاً بعد جيل . قوله : ( لأنه لم يكن له فيهم قرابة ) أي لأنه لا أب له فيهم ، وإن كانت أمه من أشرافهم . إن قلت : هو منهم باعتبار أمه ، قلت : النسب إنما هو من جهة الأب . قوله : { مُّصَدِّقاً } حال من الضمير المستتر في رسول لتأويله بمرسل ، وكذا قوله : { وَمُبَشِّراً } . قوله : { مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } خصها لأنها أشهر الكتب عندهم . قوله : { يَأْتِي مِن بَعْدِي } الجملة صفة لرسول ، وكذا قوله : { ٱسْمُهُ أَحْمَدُ } والياء في { بَعْدِي } ، إما مفتوحة أو ساكنة ، قراءتان سبعيتان . قوله : { ٱسْمُهُ أَحْمَدُ } يحتمل أن يكون أفعل تفضيل من المبني للفاعل ، والمعنى أكثر حامدية لله تعالى من غيره ، ويحتمل أن يكون من المبني للمفعول ، أي أكثر محمودية من غيره ، أي كون الخلق يحمدونه أكثر ، من كونهم يحمدون غيره وخص أحمد بالذكر دون محمد ، مع أنه أشرف أسمائه صلى الله عليه وسلم لوجوه ، الأول : كونه مذكوراً في الانجيل بهذا الاسم . الثاني : كونه مسمى في السماء به ، الثالث : لأن حمده لله ، سابق على حمد الخلق له في الدنيا ويوم القيامة ، فحمده قبل شفاعته لأمته ، وحمد الخلق له بعدها ، وقال بعضهم : إنه صلى الله عليه وسلم له أربعة آلاف اسم ، منها نحو سبعين من أسمائه تعالى ، كرؤوف ورحيم . قوله : ( جاء أحمد للكفار ) هذا أحد قولين للمفسرين في مرجع الضمير في جاءهم ، والثاني أنه عائد على عيسى . قوله : ( أي المجيء به ) اسم مفعول من جاء ، وأصله مجيوء بوزن مضروب ، نقلت ضمة الياء للساكن قبلها وهو الجيم ، فالتقى ساكنان الواو والياء ، فحذفت الواو وكسرت الجيم . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( أي لا أحد ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : ( ووصف آياته ) بالجر عطف على نسبة . قوله : { وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى ٱلإِسْلاَمِ } الجملة حالية ، أي يدعوه ربه على لسان نبيه إلى الإسلام الذي فيه سعادة الدارين ، فيجعل ما كان إجابته افتراء الكذب على الله . قوله : ( منصوب بأن مقدرة واللام مزيدة ) أي في مفعول { يُرِيدُونَ } للتوكيد ، ويصح أن تكون للتعليل ، والمفعول محذوف ، والتقدير يريدون إبطال القرآن ليطفئوا ، وهناك طريقة لبعض النحويين ، أن اللام بمعنى أن الناصبة ، فيكون الفعل منصوباً بها ، قوله : ( شرعه وبراهنيه ) هذا أحد أقوال في تفسير النور ، وقيل هو القرآن ، وقيل الإسلام ، وقيل محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل إنه مثل مضروب بمن أراد إطفاء الشمس بفيه ، فكما أنه لا يفيد ذلك من أراد إبطال الحق فلا يفيده ، وفي الكلام استعارة تبعية ، حيث شبه الأبطال بالأطفاء ، واستعار اسم المشبه به للمشبه ، اشتق من الاطفاء بمعنى يبطلون ، وسبب نزول هذه الآية : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبطأ عليه الوحي أربعين يوماً ، فقال كعب بن الأشرف : يا معشر اليهود أبشروا فقد أطفأ الله نور محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله هذه الآية ، واتصل الوحي بعدها . قوله : { وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ } الجملة حالية من فاعل { يُرِيدُونَ } وقوله : ( مظهر ) { نُورِهِ } هذا جواب عما يقال : إن الاتمام لا يكون إلا بعد النقصان ، فأجاب : بأن المراد بالاتمام ، إظهاره في المشارق والمغارب ، قوله : ( وفي قراءة بالإضافة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ } بدل من قوله : { وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ } . قوله : { بِٱلْهُدَىٰ } أي البيان الشافي ، والمراد به القرآن والمعجزات الظاهرة . قوله : { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ } إنما عبر أولاً بالكافرون ، وثانياً بالمشركون ، لأن الرسول في ابتداء أمره ، يأتي بالتوحيد ويأمره به ، فيخالفه المشركون ، فإذا ظهر أمره واشتهر ، حسده جميع الكفار ، وأرادوا ابطال ما جاء به من المعجزات والبراهين ، فعير في كل بما يناسبه .